ما هو التنظيم اللوني ؟

يعد اللون من العناصر الأساسية في التصميم نظراً لأنه يعد وسيلة هامة من وسائل التعبير الفني والفهم ، بالإضافة إلى كونه صفة طبيعية من صفات الأشياء . فالألوان تتصل إتصالاً وثيقاً بحياة الإنسان ، كما أنها تؤثر فيه تأثيراً عميقاً ، ذلك أنها من أول الظواهر التي تطالعه وتسترعي إنتباهه عندما ينظر إلى أي عنصر من العناصر سواء كان ذلك العنصر طبيعياً أو مصنوعاً من الأشياء التي يستخدمها أو تقع في مجال مدركاته الحسية .

        فنجد أن اللون يحتل مكانة هامة في جميع أوجه نشاطنا . وقد أهتم الفنانون وعلماء أصول الشعوب وعلماء الآثار وعلماء الطبيعة وغيرهم بنواحي اللون المختلفة . فالأسس التي بنيت عليها الرموز اللونية كانت نتاج سنوات طويلة من تراكمات الخبرات التاريخية والدينية والعادات والتقاليد ، وفي بعض الأحيان الخرافات والأساطير. و يمكن القول أن كل مجتمع قد أعطى صفات ورموزاً واضحة ومميزة لكل لون على حدة . والسبب وراء ذلك هو أن الإحساس باللون يمكن أن يوصف بالأولية والبدائية ، فالتعرف على اللون والتأثر به يحتاج القليل من التفكير والتخيل، وبالتالي من الممكن أن نجزم أن اللون يصحب معه الحالة المزاجية التي تفرض نفسها بشكل تلقائي على الإحساس والشعور الإنساني .

        وبناءً على ذلك يصبح اللون هو وسيلة الفنان للوصول إلى أعماق المشاهد ومخاطبة وجدانه ومشاعره ، والتأثير فيه نفسياً وجسدياً .  فنجد أن متلقي الفن لا ينظر فقط  لما يراه أمامه من عناصرالعمل الفني، بل يشارك الفنان إحساسه، كما أنه يضيف بعضاً من إحساسه كمتلقي . فليس المقصود بالدراسة النظرية للألوان حذف إحساسات وإنفعالات المهندس الفنان أمام شاعرية هذه الألوان ، بل إن المقصود منها توجيه هذه الأحاسيس وصقلها وتزويدها بدراسات تحليلية دقيقة . 

وهنا تقع المسؤلية على مصمم الديكور  ، إذ  يتوجب عليه أن يحدد ماهو الطابع الذي يُفضل أن يسود ألوان التصميم ، أهو البرودة مما يستلزم ألواناً مناسبة كالأخضر والأزرق ، أم الدفء ، الذي يستلزم ألواناً أخرى كالأحمر والأصفر مثلاً ؟

·     هل يُفضل أن تكون الألوان قاتمة ( Low Key ) أي منخفضة القيمة ، ومظللة ، قليلة التشبع ، كي تناسب الشخصيات  الجادة أو الوقورة . أم يُفضل العكس فيستخدم ألواناً قليلة التشبع مخففة وذات قيمة مرتفعة ، كي تسودها الألوان الفاتحة ( High Key ) ؟

·     هل يُفضل لفت النظر إلى موضوع رئيسي معين في الفراغ الداخلي ، فيستخدم له لوناً مكملاً لزيادة تباينه عما حوله ، أم يُفضل أن تكون الألوان مترابطة ؟ وهل يُفضل الإحساس بالعمق الفراغي مما يدعو إلى إختيار ألوان متقدمة وأخرى متأخرة ؟ 

أجاد الأستاذ أشرف لبيب في الإجابة ...