عند النقاش مع المختلفين فى الافكار هل الهدف ان نصل الى الحقيقة ام الانتصار كل لرايه و هل ممكن انهائه دون قطيعة و خصومة وهل نخرج منه اكثر صداقة ام لا؟

النقاش عملية إنسانية بالأساس، لا تتأثر بالمعلومات والحقائق فقط بل تتأثر بعوامل إنسانية أخرى كالعواطف ورغبة الإنتصار للرأى وأسلوب الطرف الأخر، فالأفكار هى أثمن ما يمتلك الإنسان ونقضها أو نقدها هى عملية شديدة الحساسية بالنسبة له، يجعلك ذلك أن تبحث أولا عن طبيعة موضوع النقاش وطبيعة الطرف الأخر وتبنى إستراتيجية إنسانية أكثر منها تفاوضية، وتلعب لغة الجسد دورا مهما فى ذلك ، ولا يتطلب الأمر الإنتصار للرأى بل يكفى إيضاح الحقائق على أكثر من مرحلة ودفع الطرف الأخر للتفكير تجاه تلك الحقائق، فالحقيقة التى يكتشفها الفرد بنفسه تكون أكثر قناعة من أن يكتسبها بعد عملية إثبات أخر له بخطأ رأيه، حاول أن تتجنب إستثارة دفاعات الطرف الأخر وتهيؤه للمقاومة.

هناك فرق بين الاختلاف ة الخلاف الاختلاف يكون في الاراء و الافكار اما الخلاف فيكون عاليا شخصيا و اهواء.

الاختلاف في الفكار و الاراء هو الذي يؤدي للنقاش للوصول للحقيقة و الصواب، اما عندما يكون هدف كل من المناقشين الانتصار لرأيه فيسمى جدالا و لا ينتج شيئا، بل قد ينتصر القادر على الجدال و المتمكن منه و ان كان على خطأ.

و الجدال هو الذي يؤدي للخصومات لان المنهزم لا يرضى و المنتصر يكون مزهوا بنفسه لان الفكرة المسبقة لهما كانت الجدال و منطق الهزيمة و الانتصار، رغم أن الانتصار هنا نسبي يكون نفسيا أكثر منه حقيقيا