Register now or log in to join your professional community.
يعد مفهوم الأمن النفسي مفهوماً شاملاً تناولته نظريات علم النفس بشكل عام وركزت عليه دراسات الصحة النفسية بشكل خاص. ويعد ماسلو// أول من تحدث عن مفهوم الأمن النفسي ويعرفه على أنه محور أساسي من محاور الصحة النفسية ، فالصحة النفسية كحالة لا تعني غياب الأعراض المرضية فقط بل هو أيضاً قدرة المرء على مواجهة الإحباطات التي يتعرض لها أي قدرته على التوافق الشخصي. فالأمن النفسي هو الحالة النفسية والعقلية التي من خلالها تتحدد علاقة الفرد بالمجتمع والتي تحقق له القدرة على مواجهة الإحباطات التي يتعرض لها بشكل يضمن له التوافق.
فالشعور بالأمن النفسي يعني انعدام الشعور بالألم من أي نوع أو الخوف أو الخطر، الإحساس بالأمن النفسي ينطوي على مشاعر متعددة تستند إلى مدلولات متشابهة فغياب القلق والخوف المرضي وتبدد مظاهر التهديد والمخاطر على مكونات الشخصية من الداخل أو من الخارج مع إحساس بالطمأنينة والاستقرار الانفعالي والمادي ودرجات معقولة من القبول والتقبل في العلاقة مع مكونات البيئة النفسية والبشرية كلها مؤشرات تدل وفق أدبيات علم النفس على مفهوم الأمن النفسي. (العقيلي، ،)
مفهوم الأمن النفسي من المفاهيم المركبة في علم النفس، و يتداخل في مؤشراته مع مفاهيم أخرى مثل الطمأنينة الانفعالية، الأمن الذاتي، التكيف الذاتي، الرضا عن الذات، مفهوم الذات الإيجابي، التوازن الانفعالي. ويقال للأمن النفسي أيضاً "الأمن الانفعالي" و "الأمن الشخصي" و "الأمن الخاص" ويعد مفهوم الأمن النفسي من المفاهيم الأساسية في مجال الصحة النفسية. أن الأمن النفسي هو مفهوم معقد نظراً لتأثره بالتغيرات التكنولوجية و الاجتماعية و الاقتصادية السريعة و المتلاحقة في حياة الإنسان خاصة في الفترة المعاصرة، لذلك فدرجة شعور المرء بالأمن النفسي ترتبط بحالته الصحية و علاقاته الاجتماعية ومدى إشباعه لدوافعه الأولية و الثانوية، لذا فإن الأمن النفسي يتكون من شقين:الأول: داخلي يتمثل في عملية التوافق النفسي مع الذات أي قدرة المرء على حلالصراعات التي تواجهه و تحمل الأزمات و الحرمان.الثاني: خارجي و يتمثل في عملية التكيف الاجتماعي، بمعنى قدرة المرء علىالتلاؤم مع البيئة الخارجية و التوفيق بين المطالب الغريزية و العالم الخارجي و الأنا الأعلى.أن الأمن النفسي يعد ظاهرة تحتاج إلى قدر معين من الطاقة النفسية
ينشأ مفهوم الأمن النفسي من التسلسل الهرمي لنظرية الاحتياجات حيث جادل ماسلو انه عندما لا يتم تلبية الحاجات الامنية(المصنفة كاحتياجات من الدرجة الدنيا) قد يصاب الفرد بالضرر أو التهديد ويشعر بالقلق والتوتر ويصبح أقل رضا عن الحياة وقد لا يرغب بشدة في احتياجات المستوي الاعلي .
الأمن النفسي هو حلة يدرك فيها الشخص أن بيئته آمنة وخالية من الأذي والتهديد. عادة ما يدرك الأفراد الذين يشعرون بالأمان النفسي أن العالم أمن عاطفيا أو خالي من الأذي العاطفي، عادة ما يكون لديهم ثقة عالية في انفسهم والآخرين ويشعرون بأنهم أقل قلقا ويميلون الي ان يكونوا أكثر اجتماعية ؛ الاشخاص الذين لا يشعرون بالأمان النفسي ينظرون الي العالم وغيرهم من الناس علي انهم يمثلون تهديدا أو يعتقدون أنهم بسهوله يمكن إيذائهم بسبب السلوكيات العاطفية للآخرين وبالتالي فإنها تسعي جاهدة للقيام بمهمة صعبة والمجازفة لتحقيق أهداف أعلي في الحياة .