Register now or log in to join your professional community.
هناك نوعان لقراءة القرآن الكريم بتدبر ... التدبر التسلسلي ... و ... التدبر الموضوعي ... فما الفرق بينهما ...
تحية واحترام وبعد ...
استاذي الكريم بصراحة مطلقة ليس لدي أي معلومة ولكن إجابة الاستاذ الفاضل سعيد قمحية أكثر من رائعة موفق ان شاء الله وأشكره على المعلومات القيمة
وتقبلوا احترامي وتقديري
السلام عليكم
نحيا بالقرأان حياة اليقين تدبرا تقوى من اولي الالباب ونحياه تعبدا طاعة لرب العالمين . فنقراه تسلسلا لنعي تاريخ الامم التي خلت ونتصفح مأالها الى الخير او الشر حسب تجاوبها مع الرسائل السماوية ونتعلم من دعوة انبياء الله ورسله الى اقوامهم وان الدين واحد من رب واحد كما ان الحق واحد من رب واحد وهي دعوة اولياء الله من اول الخلق الى نهايته وبالتالي في قراءة القرأان بتسلسل مناسبة النزول للوحي نعرف حياة الامم وسير الرسل ونخلص ان دعوة الانبياء واحدة وهي دعوة توحيد الخالق.
و نقرا القرأان موضوعا لنتدبر الاحكام ونعبد الله على شريعة سنها رسوله طاعة لله ورسوله (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) ومن خلال اسقاط الاحكام على الوقائع تفرعت المذاهب في شرح السنة وتيسر للخلق ان يدخلوا في دين الله افواجا وهذا اعجاز موضوعي للقرأان فكيف بوقائع حديثة تلقى حلولها من القرأان .
ونقول اننا نتعلم من قراءته تسلسلا الدعوة الى دين بالتدرج لا اكراها . ونتعلمه موضوعا ان نلقى لمشاكلنا ومستجدات عصرنا حلولا موضوعية من القرأأن مفتاح الكروب ونور القلوب.
الله .. ما اجمل هذا السؤال .. شكرا جزيلا لك على السؤال الذي ينعش الذاكرة و بيان الإجابة نجده في آية واحدة تبين لنا كلا النوعين من التدبر : التسلسلي و الموضوعي:
ففي الآية السابعة من سورة القصص، في قِصَّة سيِّدنا موسى عليه وعلى نبيِّنا أفضل الصلاة والسلام، قوله تعالى
وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِين
ففي الآية خبران و وأمران و نهيان و بشارتان
من الناحية التسلسلية فأحداث قصة سيدنا موسى بترتيبها نجدها في تلك الأحداث ولادته ، إلقاؤه في اليم و نجاته منه ، عودته لأمه ، بعثته و إرساله لقومه
من ناحية الموضوع فتجد العجب العجاب : هل عندما تخاف الأم على رضيعها تلقيه في البحر؟ الأسباب المعلومة تجعل من هذا التصرف إهلاكا للرضيع و لكن الله يجري الأسباب بما يشاء و كيف يشاء فيجعل من اسباب الهلاك نجاة
و كذلك إختبار الإيمان عندما تؤمر الأم بإلقاء رضيعها في اليم .. و لكن من رحمة الله بها ان ربط على قلبها لتكون من المؤمنين فأي فتنة للأم أقسى من فقدان ولدها الرضيع ؟
و في أوقات المحن المؤلمة تشتد الحاجة للبشارات المبهجة .. فمع إلقائه في اليم تكون البشارة بعودته و معها نبوته .. و قلوب المؤمنين لا يطالها الشك بموعود الله ..
غيض من فيض .. فتح الله عليك ابواب الخير بسؤالك هذا