Register now or log in to join your professional community.
في اللغة : الحادث بصيغة الفاعل والعامل في الحدث وقد تمّت مفاعيله ويمكن أن تكون له تبعات أو لا تداعيات له من حيث المكان والزّمان .والمحدث على وزن مفعل يتعلّق بمعمل الحدث من مكوّناته الشّخصية فاعل أو مفعول به أوفيه أو عليه مادية ظرفية مكانية وزمانية ويكون بالتالي قد مرّ عليه الزمان والمكان ولم يكن موجوداً في الأساس . والحديث فيه معنى الحداثة والتجديد من حيث الزّمان والمكان ويمكن الوقوف عنده ولم تنته آثاره ومفاعيله بعد وهو في طور التحديث والتطوير .
أمّا الحدثان فيه أقوال عديدة ففي اللغة : حدثان الشيء أو الأمر وقوعه وابتداؤه . وفي الطبيعة حدث الليل وحدث النهار وطوارق الحدثان منها المفاجيء. وفي الكوارث حدث الانسان (الموت والقتل والمرض العضال والابتلاء بالكبائر والموبقات السّبع ) على نفسه أو على غيره . وحدث الطبيعة ( زلازل براكين عواصف وفيضانات وانخسافات ).
أورد أبو حيان التوحيدي في كتابه الرائع هذا التساؤل وإجابته وهو :ما الفرق بين الحادث والمحدث والحديث : فقال :* الحادث : ما يلحظ نفسه .* والمحدث : ما يلحظ مع تعلقٍ بالذي كان عنه محدثاً.* والحديث : كالمتوسط بينهما مع تعلقٍ بالزمان ومن كان منه.ثم أورد فائـــدة أخرى :فقال : وهاهنا شيء آخر، وهو الحدثان والحدثان؛ فأما الأول: فكأنه لما هو مضارعٌ للحادث.وأما الحدثان فكأنه اسم للزمان فقط، لأنه يقال: كان كذا وكذا في حدثان ما ولي الأمير، أي في أول زمانه، وعلى هذا يدور أمر الحدث والأحداث والحادثات والحوادث. وفلان حدث ملوكٍ كله من ديوان واحد وواد واحد وسبك واحد. ثم قال: ما الفرق بين حدث وحدث؟ قلت: لا فرق بينهما إلا من جهة أن حدث تابع لقدم، لأنه يقال: أخذه ما قدم وما حدث؛ فإذا قيل لإنسان: حدث يا هذا. فكأنه قيل له: صل شيئاً بالزمان يكون به في الحال، لا تقدم له من قبل.