افتقدت كلماتي حروفك/فأباحت مكنون فؤادي/لو غبت صدودا وهجرت/فهواك مقيم في حياتي. حلل الأبيات أدبيا وبلاغيا.ثم أعرب مكنون فؤادي؟

إعراب مكنون فؤادي : مكنون مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وفؤاد مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، والياء ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف إليه . 

الشاعر في هذه الأبيات مهتاج بحرارة الشوق إلى حبيبه ، فأضفى على الكلمات والحروف صفات الأحياء وجعلها مفتقدة إلى بعضها ، وهي استعارة مكنية سرجمالها التشخيص للكلمات والحروف ، ولعل سر التعبير بالكلمات المنسوبة إلى الشاعر والحروف المنسوبة إلى محبوبه أن الشاعر كثير الكلام عن حبيبه ويرجو منه الوصال حتى ولو ببعض الحروف التي تسكن لوعته واشتياقه إليه ، ولذلك كانت النتيجة المنطقية لذلك البيت الذي يليه والذي يدل على انكشاف أمره في الحب ، وظهور ما يكنه في قلبه ، ثم يصرح الشاعر بذلك تصريحا مباشرا فإن الحبيب لو غاب عنه هجرا وتركا فحبه مستكن في قلبه لا يزول عنه أبدا ، ولكن الشاعر لم يوفق في التعبير عن الشرط بلو ، وذلك لأنها تفيد امتناع الجواب لامتناع الشرط ، فإذا كان المحبوب لا يغيب عنه فلماذا يقول اقتقدت كلماتي حروفك ، فكان من الأولى أن يعبر بحرف شرط آخر كإن أوإذا . 

إعراب مكنون فؤادي : مكنون مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وفؤاد مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، والياء ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف إليه . 

يكتب الشاعر بلوعة الحنين و الاشتياق إلى محبوبه، و ما فعل ذلك الشوق به إذ أفشى أسرار قلبه، و يعذر حبيبه الراحل الذي هجره، و يكافئه من شدة حبه بإقامة دائمة في قلبه ردا على كل هجرانه..

جسم الشاعر كلماته و حروف حبيبه فجعل منها استعارة عذبة، ثم عاد و وصف  منزلة حبيبه بقلبه بالإقامة كما لو أن قلبه وطن او منزل، فكانت كناية جذابة عن المحل، عن المكان.

مكنون: مفعول به منصوب و علامة نصبة الفتحة الظاهرة على آخره، و هو مضاف

فؤادي: فؤاد: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، و هو مضاف

و الياء: صمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه