تكلم عن الطبيعة القانونية للعقد السياحي ؟

عقد السياحة له طبيعة مركبة. فالنشاط الذى تمارسة الوكالة السياحية وينتج عنه ابرام عقد الخدمات السياحية مع العميل يتسبب في ان يكون للعقد الواحد اكثر من تكييف قانوني واحد. مثلا، ممكن ان يكون عقد وكالة اذا كانت تقدم الخدمة للعميل من خلال وسيط. وقد يكون عقد مقاولة اذا كانت الوكالة تقدم الخدمة بالاصالة عن نفسها دون وسيط.  وهذا هو الحال عندما تقدم الوكالة السياحية خدمة النقل من خلال وسائل نقل مملوكة لها على سبيل المثال. وعندما تقدم الوكالة خدمات تنظيم رحلات شاملة يقدم فيها مجموعة من الخدمات من خلال مجموعة من محترفي السياحة، تصبح المقاولة خدماتية او فكرية. وقد يتم التعامل مع الخدمة على انها عملية بيع لخدمة. فيتم تنظيم العقد السياحي في صورة عقد بيع سياحي. ومع ذلك، يفضل القاضي تجنب التعامل مع العقد على انه مركب. وذلك راجع الى انه هناك غاية اساسية من العقد السياحي تجعل تجنب التعامل معه كعقد له طبيعة موحدة نوع من التعقيد. لذلك يعتبر النظر الى العقد على انه ذو طبيعة مركبة هو الاستثناء. والاولى النظر له على ان طبيعته موحدة. وذلك خاضع لتقدير القاضي.

لم يعط جل المشرعين تكييفا قانونيا محددا للعلاقة العقدية بين مكاتب السياحة والسفر وعمالئها السائحين، فذهب الفقه والقضاء يبحثان عن الوصف القانوني الذي يرياه مناسبا لهذه العلاقة، فوجد ان العقد الواحد يمكن أن يتضمن أكثر من تكييف وذلك بحسب النشاط الذي يمارسه المكتب السياحي. والتعريف الاكثر قبولا في أنه: "العقد الذي تلتزم بمقتضاه شرکة السياحة بتنظيم رحلات سياحية، جماعية أم فردية، داخل الدولة أو خارجها، وما يتصل بذلک من خدمات، مثل: بيع تذاکر السفر، وتوفير وسائل التنقل البرية والجوية والبحرية، وتسهيل إجراءات الدخول إلى الدول، ذلک کله في مقابل التزام العميل بدفع المقابل المتفق عليه في العقد، والذي يتمثل دائمًا في ثمنٍ نقدي".

وعقد السياحة يتضمن العديد من الالتزامات التي تقع على عاتق شرکة السياحة، من بينها على سبيل المثال حجز تذاکر السفر، وحجز الإقامة الفندقية، وحجز وسائل التنقل داخل الدولة أوالجهة المستضيفة.

وتختلف الطبيعة القانونية للعقد السياحة بحسب الدور الذي يقوم به مكتب السفر والسياحة فإذا اقتصر دوره في العقد السياحي على تنظيم برنامج الرحلة السياحية فقط دون تنفيذه، فهنا تنطبق أحكام عقد الوكالة التجارية و يكون التزام المكتب ببذل عناية لا بتحقيق نتيجة.

 أما إذا تعهد مكتب السفر والسياحة القيام بتنظيم وتنفيذ برنامج الرحلة السياحية، فهنا يظهر بدور المقاول، وتطبق في شأنه أحكام عقد المقاولة ، ويكون التزام المكتب بتحقيق نتيجة.

والحالة الاخيرة إذا كان دور مكتب السفر والسياحة مقتصرا على القيام بتنقلات الداخلية للعميل في الدولة المسافر إليها، فهنا يعد ناقلا، وتطبق عليه أحكام عقد النقل الواردة في قانون التجارة، ويكون التزامه بضمان سلامة العميل الراكب والبضائع المنقولة معه بتحقيق نتيجة.