Register now or log in to join your professional community.
الشعر الحر المبني
بداية ..
الشعر الحر ظهر مع أواخر الأربعينيات و أوائل الخمسينيات على يد رواد المدرسة الواقعية ، و إن كانت هناك إرهاصات له قبل ذلك عند أبولو إلا إنه فرض نفسه بداية من هذه الفترة على يد نازك الملائكة و السياب و صلاح عبد الصبور وصولًا لجيل الحداثة و ما بعد الحداثة .
و يعتمد الشعر الحر تحديدًا على الفكرة و الخيال ، و جعل القصيدة كل متماسك ، و لا يعتمد على البيت الشعري كوحدة عضوية ، و أبرز ما يميزه هو الموسيقى الداخلية للقصيدة في النظم ككل ، و من ثم أطلقوا عليه شعر التفعيلة ، و الشعر المرسل ، و الشعر الحر ، و الشعر الحر الجديد .
و ينقسم الشعر الحر إلى قسمين رئيسين ، هما : الشعر الموزون ، و الشعر المنثور أو ما سُمي فيما بعد بقصيدة النثر .
أما الشعر التقليدي و هو الشاهد على فصاحة و بلاغة العرب عن طريق استخدام نمط ثابت في نظم القصيدة ، له شروط محددة و التي أطلق عليها المحدثون فيما بعد مصطلح ( قيود ) ، و يعتمد النظم في البناء العامودي للقصيدة على البيت الشعري المكون من شطرتين ( صدر و عجز ) شريطة اتفاق شطري البيت الأول في الوزن و القافية ، و القصيدة تتكون من استهلال ( مفتتح ) و موضوع القصيدة و ختمة ، كما اعتمدت قصيدة الشعر التقليدية على حدودية الفكرة و الخيال ، موضعاتها ( الفخر و المدح و الوصف و الهجاء ... إلخ ).
و السطر في قصيدة الشعر التقليدي تسمى ( بيت شعري ) أما في الشعر الحر فتسمى ( سطر شعري ) ، و الفارق بين الشعر التقليدي و الشعر الحر أيضًا في عدم حدودية الفكرة و الخيال في الشعر الحر ، و كذلك تسخير الوزن و القافية في خدمة الموضوع اعتمادًا على الموسيقى الداخلية كما ذكرنا سلفًا ، كما يعتمد الشعر الحر على اللفظ الحي ( زمانيًا و مكانيًا ) الدارج .
أما عن الأثر فالساحة الأدبية تشهد على انتشار الشعر الحر و تعدد أشكاله ، و خاصة مع ظهور الشعر المنثور و الذي لا يحتاج ( من وجهة نظري ) إلى حرفية الشعر ، بل و لا يحتاج إلى جودة اللغة و فصاحتها ، الأمر الذي يؤثر بالسلب على اللغة العربية و مفرداتها الأصيلة .
و من أثار الشعر الحر أيضًا على الشعر التقليدي هو اندحار مفهوم القصيدة العربية الأصيلة التي تحتضر الآن ، الأمر الذي كان يهاجمه العقاد و المازني حفاظًا على كيان القصيدة العربية أو الشعر التقليدي .
و كذلك من الأثار السلبية هو وفاة بعض الألفاظ العربية ، لأن الشعر الحر يعتمد اللفظ الدارج الحي الشائع بين الناس ، لذا فهو يبتعد بالمتلقي عن الألفاظ العربية الأصيلة ، و التي كانت شائعة في الشعر التقليدي ، حتى أن بعض شعراء الشعر الحر يسعون لصنع قاموسهم اللفظي االخاص بهم كنزار قباني و أدونيس و عيرهم ، و قد نجحوا في ذلك .
و من وجهة نظري لا يوجد أثر إيجابي للشعر الحر على الشعر التقليدي ، لأن كل منهما لون أدبي مستقل بذاته ، و يختلف عن الآخر ، و البعض يعتبرهما متنافسين أدبيًا لا يكمل بعضهما اخر ، و لا يضيف أي منهما للآخر .
و خير شاهد على ذلك هو انهيار عدد شعراء الشعر التقليدي مقارنة بازدهار عدد شعراء الشعر الحر .
هذه إجابتي تعبر عن وجهة نظري الشخصية و الله - تعالى - أجل و أعلم .