Register now or log in to join your professional community.
الواسمات الورمية
الواسمات الورمية tumor markers مواد تنتجها الخلايا الورمية، أو مواد تحررها الخلايا السوية، استجابة لوجود الورم. فبعض المواد كالهرمونات والإنزيمات تنتج بشكل سوي من قبل النسيج المعني، ولكنها تنتَج بشكل مفرط نتيجة السرطان؛ بينما تنتَج واسمات ورمية أخرى، كالبروتينات الجنينية الورمية، أثنـاء النمو الجنيني، وتحرَّض، لتظهر مرة ثانية في وقت متأخـر مـن الحياة نتيجـة للأورام الحميدة والخبيثة. وتستعمل الواسمات الورمية في التقصي، والتشخيص، وترسيخ الإنذار، ومراقبة المعالجة، وكشف انتكاسة المرض.
وللواسمات الورمية، كما للأدوات التشخيصية، حدود. وتعتمد قيمة واسم ما على حساسيته sensitivity، ونوعيته specificity، وتناسبيتهproportionality، وملاءمته feasibility. فالحسـاسيـة تعني ظهور الواسم مبكراً أثناء تنامي الورم، وأن للواسـم سلبيات زائفة قليلة. أما النوعية فتشير إلى أن الواسم نوعي للسرطان، ولايرتفع في حالات مرضية أخرى (أي أن نتائجه الإيجابية الزائفة قليلة). ويعني التناسـب أن مسـتوى الواسـم يعـكس بدقة نمو الورم. وجميـع الـواسمات تقـريبـاً يمكن أن ترتفع في الحالات الحميدة، ومعظمها لايرتفع في المراحل المبكرة للخباثة. ولذلك فالواسمات الورمية كاختبـارات تقصٍ ذات قيمـة محـدودة. وإن يكن الارتفـاع المفـرط لمستويات واسم ورمي ما يمكن أن يشير إلى إنذار وخيـم، أو إلى الحاجـة إلى معالجة أكثر هجومية ضد الورم. وربمـا تكـون القيمـة الأكـبر للواسمات الورمية في متابعة المعالجـة عنـد المصـابين بسـرطان منتشـر، فـكل الـواسمـات تقريبـاً تبدي تناسـباً مـع المسـار السـريـري للــداء، إذ تنخـفـض مسـتويـات جميع الواسمات تقريباً مع المعالجـة النـاجحـة، وتــزداد مــع رجعـة (نكـس) الـورم. والواسمات الأكثر نفعـاً في الممارســة هـي مـوجهـة الـقـنـد المـشـيمائيــة الإنسـانيـــة (م ق م ن) (HCG) human chorionic gonadotropic، وCA-125، والمسـتضـد النوعي للموثة (م ن م) (PSA) prostate-specific antigen، والفسفاتاز الحمضية الموثية (ف ح م) (PAP) prostatic acid phosphatase، والبروتين الجنيني الألفا (ب ج أ) (AFP)fetoprotein-alfa، والمستضد السرطاني المضغي (م س م) (CEA) carcinoembryonic antigen.
م ق م ن HCG هو هرمون ينتج في الحالة السوية من قبل المشيمة، ويستعمل كواسم للتشخيص والمعالجة الموصوفة، ولتتبع مسير الداء عند من لديهم خطورة عالية لحدوث أورام الأرومة الغاذية trophblast الحملية. أما (م ن م PSA) و(ف ح م PAP) فيستعملان كواسمين في سرطان الموثة، وCA-125 كواسم في سرطان المبيض.
تعبر بعض السرطانات بروتينات جنينية. والبروتينان اللذان أثبت أنهما الأكثر نفعاً كواسمات ورمية هما ب ج أ AFP وم س م CEA. فـAFPيصطنع من قبل خلايا كبد الجنين والكيس المحي والسبيل المعدي المعوي، وهو البروتين المصلي الرئيسي عند الجنين. وتصادف المستويات المرتفعة منه عند المصابين بسرطانات كبد بدئية، كما لوحظ في بعض سرطانات الخصية والمبيض والمعثكلة والمعدة. أما م س م CEA فينتج بشكل سوي من النسيج المضغي في المعى والمعثكلة والكبد، ويصطنع من عدد من السرطانات المختلفة. واعتماداً على المستوى المصلي المتبنى كقيمة تعبر عن الارتفاع الهام، يرتفع CEA في ما يقارب60% إلى90% من السرطانات القولونية المستقيمية، وفي50% إلى80% من سرطانات المعثكلة، وفي25% إلى50% من سرطانات الثدي والمعدة. وكما هو الحال بالنسبة لمعظم الواسمات الورمية الأخرى فإننا نجد ارتفاع مستويات AFP أو CEA في الحالات اللاسرطانية الأخرى. ويعتمد ارتفاع مستويات الاثنين على حجم الورم، ولذلك فكلاهما غير مفيد كاختبار مبكر للسرطان.
عبارة عن بروتين سكري و هو جزيء ربط بروتيني بين الخلايا يعمل على تكديس الخلايا السرطانية القولونية المستقيمة على بعضها البعض. و يعتقد أن هذا البروتين يسهل انتقال الخلايا السرطانية الى الأماكن البعيدة مثل الكبد و الرئة. و قد لوحظ أن الخلايا ذات التمايز المتوسط تفرز الـ سي اي ايه بكميات أكبر من الخلايا الورمية جيدة أو سيئة التمايز و لذلك يمكن استخدام هذا التحليل في تقييم الإنذار و مراقبة فعالية العلاج و التعرف على الحالات الناكسة من المرض. يعتبر المستضد السرطاني الجنين من الواسمات الورمية الانتقائية المستخدمة في مراقبة السير المرضي لسرطان القولون و المستقيم. و عادة ما تترافق المستويات المرتفعة بشدة من هذا المستضد - قبل العمليات الجراحية - بالنقائل الورمية وبالتالي بالإنذار السيء. و يجب أن يعود هذا المستضد السرطاني الى حدوده الطبيعية بعد العمل الجراحي بـ4-6 أسابيع حيث أن بقاءه مرتفعاً قد يدل على وجود بقايا ورمية لم يتم استئصالها تماماً أو يدل على عودة الورم من جديد. يتم قياس مستوى المستضد السرطاني الجنيني قبل العمل الجراحي ثم مرة كل شهرين بعد العملية لمدة سنتين على الأقل حيث أن الارتفاع المضطرد في مستواه يعتبر العلامة الأولى للدلالة على النكس و الرجوع حتى أنه قد يرتفع لعدة أضعاف أعلى من المستوى الطبيعي و حتى قبل أن تظهر الأعراض السريرية على المريض بحوالي3 -36 شهر و كذلك قبل أن تظهر صور الأشعة الدلائل على عودة الورم.