Register now or log in to join your professional community.
الأسرة لها دور كبير وخطير في توعية الطفل وتثقيفه ثقافة دينية، وثقافة تربويَّة وعلميَّة، وعلى الوالد أن يجلس مع أولاده بعض الوقت كل يوم، يلاعبهم ويعلمهم، ويبث فيهم معتقداته وأفكاره، ولا يتحجج أحد بأنه ليس لديه الوقت الكافي للجلوس مع الأولاد، لا بد أن يخصص لهم وقتًا ولو قصيرًا، لأنهم مسؤولون منه،هذا ويقع على الأم العبء الأكبر في هذا الموضوع، فهي الأقرب للأطفال، وهي التي تجلس معهم الوقت الأكثر، والمراحل الأولى من العمر خصوصًا.
بث المبادئ وتعاليم الإسلام في نفس الطفل منذ الصغر، فهو يشهد صلوات الجماعة، ويرى ما فيها من وقوف الناس جميعًا جنبًا إلى جنب يناجون الله تعالى، لا فرق بين غني وفقير، أو رفيع ووضيع، أو كبير وصغير، الكلُّ أمام الله تعالى سواسية، كما أنه يتعلم الأخوة الإيمانية تعليمًا عمليًّا عن طريق حب المسلمين المصلين بعضهم لبعض، وأخوتهم الصادقة، وسؤالهم عن الغائب، وعيادة من مرض، ومساعدة من يحتاج
ومن أهم الوسائل لتربية الطفل ثقافيًّا وعلميًّا دور الحضانة والمدرسة، وينضم إليهما ما يسمى بالكتاتيب، فهي لا زالت موجودة في بعض القرى، ويجب على الوالد أن يحسن اختيار دار الحضانة التي يودع فيها ابنه، وأقصد هنا الحضانة التعليمية التثقيفية، وليس حضانة الرضع والصغار دون سن الرابعة، والطفل في سن الحضانة يحب جدًّا المعلمة ويتخذها قدوة، وهي عنده بمنزلة الأم خصوصًا إذا كانت عطوفة عليه، وتقوم بواجب رعايته بأمانة، ومن ثم فهي تؤثر في شخصيته بدرجة كبيرة، وكلما كانت المعلمة قدوة حسنة، وملتزمة بأخلاق الإسلام وآدابه وتعاليمه، كلما خرج الطفل وتعلم بطريقة أفضل، وكلما كانت المعلمة ذات ثقافة وعلم كلما كانت أكثر قدرة على بث الآداب والفضائل في الأولاد، وأشد تأثيرًا فيهم.
وهناك عدد من الوسائل الأخرى التي تنمي ثقافة الطفل وفكره، ومن هذه الوسائل تكوين مكتبة للطفل في المنزل، هذه المكتبة ينبغي أن تحتوي على كتب تناسب أعمار الأطفال المختلفة، فتحتوي مثلاً على كتب قصص للأطفال من قصص القرآن، وقصص الأبطال والمجاهدين، وكتب السيرة النبوية للأطفال، وقصص الأنبياء للأطفال، وكتب تتناول جانب العقيدة بأسلوب مبسط، وكتب أخرى علمية وأدبية وتاريخيه... إلخ.
بالجلوس و التحدث معهم وتعليمهم
ان عملية نشر ثقافة معينة لهي سلاح ذو حدين يختف من بلد الى اخر ومن زمان الى اخر فالثقافة الانترنت في السابق لم تكن مطروحة في العالم كما ان كل الاطفال لم يكن لهم نفس الفرص للحصول على المعلومات من النت اما في الوقت الراهن فنرى ثقافة الانترنت قد اتشرت في كل العالم واصبح سلاح ذو حدين الى درجة ان خطورته تصل الى تهديد بنسف الاسر . وقل ذالك على التلفاز وغيرها من الوسائل .. ولهذا المشكلة ليست في الثقافة في حد ذاتها بل فيما نثقف به ابنائنا وما هي المعارف التى نعطيها لهم.
فقد نثقف ابنائنا بثقافة العنف بطريقة غير مباشرة وقد نثقفهم بطريقة خاطئة فكل ذالك يجب ان يخضع الى الرقابة من انفسنا اولا ثم فيما يتلقاه ابنائنا ثانيا
التثقيف عملية طويلة الأمد، تبدأ منذ لحظة الولادة، فكل ما يحيط بالطفل له تأثير عليه، وكل شخص يتعامل مع الطفل يترك أثرا. بعض ألأمور سيكتسبها الطفل بمجرد التقليد، مثل آداب المخاطبة وعادات الشرب والأكل والترتيب. والبعض الآخر يحتاج الى مجهود ، مثل التعرف على عادات الناس الآخرين،ولا بد لذلك من المشاركة في المهرجانات والبازارات والمناسبات الإجتماعية ومشاهدة الأفلام الوثائقية مع ضرورة المناقشة والمقارنة حتى تتكون هوية ثقافية واضحة.