Inscrivez-vous ou connectez-vous pour rejoindre votre communauté professionnelle.
نظرا لاهتمام البنوك بالتحليل المالى لتقييم اداء الشركات لمنح القروض
التطور التاريخي للنسب المالية كأداة للتحليل المالي
يعد التحليل بالنسب المالية Financial Ratio Analysis من أقدم أنواع التحليل المالي، والأكثر شيوعاً بين أوساط المحللين الماليين، وتعد من أهم أدوات التحليل الأساس التي يستخدمها القائمين بتحليل القوائم المالية للشركات، ويعد سبب انتشار التحليل بالنسب المالية سهولة فهمه واستخراجه.ويمكن أن نوجز التطور التاريخي الذي سلكته النسب المالية كأداة للتحليل المالي وفقاً للمراحل التالية:-- المرحلة الأولى قبل عام1900م:-اقترن استخدام النسب في الدراسات التمويلية في نهاية القرن التاسع عشر بتقدم الإدارة العلمية وتطور التحليل الائتماني، وبالرغم من أن كلا العامليّن كان لهما أثرهما الواضح في تطوير النسب المالية، ففي عام1870م بدأت البنوك في أمريكا في طلب القوائم المالية للمقترضين قبل منحهم القروض، وفي عام1890م أصبحت القوائم المالية ضمن مرفقات أي طلب اقتراض، وقد قام مسئولو الإقراض في البنوك التجارية بدراسة العلاقات بين عناصر الأصول المتداولة وعناصر الخصوم المتداولة للشركات المقترضة، وكمحصلة لهذه الدراسة استخدمت نسبة التداول لأول مرة في عام1891م.- المرحلة الثانية من1900م -1919م:-اتسمت هذه الفترة بثلاث سمات هامة هي:أ- ظهور بعض الدراسات التي استخدمت أكثر من نسبة مالية، إذ نُشرت في العام1905م عشر نسب مختلفة يمكن استخدامها في التحليل الائتماني.ب- ظهور بعض المؤشرات لمعايير النسب مثل معيار(2 :1 ) فيما يتعلق بنسبة التداول مثلاً.ج- ظهور أهم دراستين متعلقتين باستخدام النسب المالية لأغراض التحليل الائتماني وللأغراض الإدارية عام1919م.وقد قام المحلل المالي الكسندر والي بدراسة سبع نسب مالية مختلفة لحوالي (981) شركة لفترة زمنية غير محددة، كان من نتائجها وجود اختلاف واضح بين النسب المتعلقة بصناعة معينة، أو منطقة جغرافية معينة، عن مثيلاتها لصناعات أخرى أو لنفس الصناعات لكن في مناطق جغرافية أخرى، وقد اعتبرت هذه الدراسة من الدراسات الهامة التي ركّزت الضوء على النسب المالية كمؤشرات لأوجه اختلاف معينة بين الشركات.أما الدراسة المتعلقة باستخدام النسب المالية للأغراض الإدارية، فقد قامت شركة (دوبونت) باستخدام مجموعة منها في صورة هرم لتحليل نتائج العمليات التي تقوم بها، وكانت نسبة العائد على رأس المال المستثمر هي قمة هذا الهرم، أما قاعدة الهرم فتتكون من نسب أخرى كمعدلات الدوران ونسب الربح إلى المبيعات. وبالرغم من أهمية هذه الدراسة إلا أنها لم تحظ بنفس القسط من الشهرة التي نالتها الدراسة السابقة.- المرحلة الثالثة من1920م-1929م:-تميزت هذه الفترة بقيام بعض الجامعات والهيئات التجارية والمالية بتجميع البيانات الخاصة بالكثير من الشركات لأغراض إعداد النسب المالية، كما قامت بحساب المتوسط الحسابي لنسب معينة.وقام أحد الكتّاب عام1925م بنشر دراسة عن إعداد واستخدام40 نسبة، كما قام البعض الآخر بإعداد مؤشر يتكون من المتوسط الحسابي المرجّح لبعض النسب عند تقييم المركز المالي للشركات، وكان معامل الترجيح المستخدم هو التقدير الشخصي الذي يراه المحلل لأهمية هذه النسبة.وخلاصة القول بأن هذه الفترة قد شهدت نشاطاً ملموساً لتطوير النسب المالية، كما أن الاتجاه كان واضحاً نحو استخدام بعض الأساليب العلمية في إضفاء المزيد من الفائدة على نتائج التحليل.- المرحلة الرابعة منم:-تميزت هذه الفترة بانتشار الدراسات العلمية المتعلقة بالنسب المالية، وقد ساعد على ذلك تأسيس هيئة الرقابة على السوق المالية الأمريكية، التي قامت بتجميع ونشر الكثير من النسب المتعلقة بشركات مختلفة تنتمي إلى صناعات متباينة، إلا أن الأهمية الحقيقية لوجود هذه الهيئة كان تحسين نوعية البيانات المالية المنشورة، الأمر الذي أدي بالتالي إلي تحسين نتائج التحليل المالي بالنسب.وقد حدث خلال الفترة ظاهرتان هامتان هما:أ- قيام المحلل الأمريكي فولك FOLK بنشر14 نسبة، لكي تمثل أشهر مجموعة من النسب المالية، التي أعدّها وفقاً لخبرته الطويلة في مجال التحليل المالي، وقد اكتسبت هذه المجموعة من النسب شهرة فائقة.ب- نشر العديد من الدراسات عن أهمية استخدام النسب المالية، لأجل التنبؤ بالصعوبات المالية التي تصادفها بعض الشركات، وقد أوضحت نتائج هذه الدراسات إمكانية استخدام النسب المالية بكفاءة في التنبؤ بالفشل المالي، إذ اتضح أن النسب المالية في الشركات الفاشلة ذات قيم متباينة عند مقارنتها بالنسب المستخرجة من الشركات الأحسن حظاً في العمل.وبالرغم من أوجه القصور التي اتصفت بها الدراسات المنشورة في ذلك الوقت، إلا أنها كانت الخطوة الأولى في بدء الدراسة العلمية للنسب المالية.- المرحلة الخامسة من1940م-1945م:-شهدت هذه الفترة مزيداً من الخطوات نحو تطوير التحليل العلمي للنسب، وقد اعتبرت الدراسة التي قام بها MERWIN عن تمويل الشركات الصغيرة في خمسة أنشطة صناعية مختلفة بأنها الدراسة العملية الأولى في مجال القوة التنبؤية للنسب المالية.ومن المتعارف عليه أن النسب المالية ليست إلا انعكاساً لما يسود داخل الشركة، لذا تعطي هذه النسب المحلل قدرة على التنبؤ بأن هناك مشاكل معينة ستصادف الشركة موضع الدراسة خلال عدد من السنوات المقبلة.- المرحلة السادسة من عام1946م وحتي الآن:-تشهد هذه المرحلة تطوراً هائلاً في استخدام النسب المالية في مجالات متعددة، ويمكن تلخيص هذه المجالات على النحو التالي:-أ- زيادة الاهتمام باستخدام التحليل المالي كأداة لخدمة الإدارة، وبالتالي فقد أعيدت إلى الأذهان أهمية استخدام العائد على رأس المال كأداة لتقييم الشركات وتفسير نتائج نشاطها بدراسة مجموعة من النسب التي تؤثر في النهاية على معدل العائد على رأس المال المستثمر.كذلك ظهرت بعض الدراسات الهادفة إلى التنبؤ بالعائد على رأس المال المستثمر وكيفية استخدام هذا المعدل كأداة لترشيد الأداء المستقبلي من خلال التخطيط، ورسم السياسات، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان تحقيق عائد معين على رأس المال المستثمر.ب- استخدام الكمبيوتر والأساليب الإحصائية في اختبار القوة التنبؤية للنسب المالية، كذلك تعرضّت النسب المالية لاختبارات إحصائية لكي توضح مدى الاختلاف بين النسب التي تم استخراجها من شركات تنتمي إلى صناعة معينة أو خلال فترات زمنية محددة لكي يتم توضيح أثر الصناعة المعنية أو الفترة الزمنية موضع الدراسة على النسب المالية.ج- لم تقتصر النسب المالية على تلك المستخرجة من الميزانية العمومية وقائمة الدخل، بل أمكن تركيب نسب أخرى من قوائم التدفق النقدي ومن البيانات المتوافرة في سوق الأوراق المالية.د- تميزّت هذه الفترة بدراسة أثر القواعد المحاسبية المتعارف عليها في النسب المالية، فعلى سبيل المثال اتضح أن النسب المالية الخاصة بمعدلات دوران المخزون تختلف علمياً باختلاف طريقة تقييم البضاعة اعتمادا على السياسة المحاسبية المستخدمة.