Inscrivez-vous ou connectez-vous pour rejoindre votre communauté professionnelle.
لقد كان للإداريون الأوائل الفضل الكبير في بلورة وتطوير الفكر الإداري المعاصر ونتيجة لأبحاث هؤلاء وتجاربهم وأفكارهم والمناقشات التي نمت عليها وما وضعوه من نظريات إدارية ظهرت المدارس المتعددة للفكر الإداري وحددت هذه المدارس والنظريات والأفكار معالم الإدارة من حيث الفلسفة والمبادئ والقواعد والأسس، وسوف نستعرض هذه المدارس ونظرياتها وأثرها في تطور الفكر الإداري بإيجاز وبما يفي بإيضاح الأفكار التي تناولتها هذه النظريات والمدارس الإدارية المختلفة، ولكن قبل البدء نجد أنه من الضروري التعرض لمفهوم النظرية في علم الإدارة العامة
1. مفهوم النظرية:
في البداية لابد من القول أنه ليس هناك اتفاق بين العلماء والكتاب في العلوم الاجتماعية على المقصود بالنظرية ومفهومها وهذا نابع من طبيعة النظريات في العلوم الاجتماعية والتي تعتبر انعكاساً مباشراً للمعطيات الثقافية والحضارية والبيئية في فترة زمنية معينة، وسنبين فيما يلي من تحليل للنظريات الإدارية المختلفة هذا التباين والاختلاف. من المهم القول أن بعض الكتاب يرون أن النظرية عبارة عن طريقة في التفكير لفهم وإدراك العالم حولنا، والبعض الآخر يرى أن النظرية عبارة عن مجموعة من المفاهيم متضمنة في الفرضيات، وكذلك العلاقات المترابطة بين هذه المفاهيم، وفي تعريف آخر النظرية "تعني مجموعة من الجمل الإخبارية تفسر لنا بعض الظواهر وهي رمزية ومجردة وهي عكس التجريبية أو الواقع" ويمكن تعريف النظرية على أنها عبارة عن التفكير العلمي المبني على المنطق في إيجاد تفسير لبعض الظواهر في العالم الذي نعيش فيه (السواط، وآخرون،1416هـ:29).
ومن خلال استعراضنا لبعض الآراء التي تناولت مفهوم النظرية بشكل عام يمكننا الانتقال إلى النظرية الإدارية والتي حظيت باهتمام كبير من قبل علماء وكتاب الإدارة عموماً والإدارة العامة خصوصاً، حيث نجد أن هناك العديد من التعاريف للنظرية الإدارية منها تعريف Grasstestc الذي يرى أن نظرية التنظيم "تُعنى بدراسة ا لهياكل والأطر والوظائف والإنجازات وسلوكيات الجماعات والأفراد داخل المنظمة" وهناك تعاريف أخر للنظرية الإدارية منها ما ينظر إليها على أنها لا تساعدنا في استيعاب وإدراك الهياكل وسلوكيات المنظمات فقط بل الأهم من ذلك هو التنبؤ بمعرفة آثار التغيير على سلوك العاملين وهياكل وفعالية المنظمة.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام، إلى أي حد تعكس هذه النظريات النماذج الواقعية؟ ولعل الإجابة على هذا التساؤل يتمثل في الجهود التي بذلت من قبل المتخصصين لوضع معايير ومقاييس موضوعية يتم بموجبها تقييم النظرية ومن أهم هذه المعايير التي يتم بموجبها الحكم على مدى فعالية وكفاءة النظرية في دراسة ظاهرة معينة هي:
أ . مدى مطابقتها للواقع.
ب . مدى قدرتها على التنبؤ
ج . بساطتها.
د . حدودها الاقتصادية.
ه . منفعتها في ظروف مماثلة.
والنظرية الإدارية مثلها مثل أي حقل من حقول المعرفة حيث يمكن استيعابها وإدراكها على ثلاث مستوياته هي:
أ . الحفظ: ويعتبر من أقل مستويات التعليم حيث تحتوي هذه المرحلة بشكل مبسط على حفظ الحقائق وبعض المفاهيم.
ب . عملية الفهم: تتضمن معرفة عميقة بعلاقة المفاهيم والمصطلحات كذلك التعامل مع هذه المفاهيم في بيئات وظروف مختلفة.
ج . التطبيق: حيث يعتبر من أعلى المستويات في التعليم أو المعرفة وفي هذا المستوى لابد من استيعاب كامل وفهم عميق للمفاهيم وإمكانية تطبيقها.
2. الواقع العملي:
يرى روبرت (R.Denhardt) لفهم طبيعة نظرية الإدارة العامة لابد من الأخذ في الاعتبار التوجيهات التالية:-
أ . الإدارة العامة ينظر لها على أساس أنها جزء من العمليات والنشاطات الحكومية، لذلك نظرية الإدارة العامة جزء من النظرية السياسية.
ب . المنظمات العامة ينظر لها على إنها تتشابه مع المنظمات الخاصة إلى حد ما، لذلك نظرية المنظمات العامة جزء من نظرية التنظيم.
ج . هناك من يرى أن الإدارة العامة حقل من الحقول المهنية و الحرفية مثل القانون والطب لها قواعد ومبادئ وأسس يمكن تطبيقها في الواقع والتنبؤ بالنتائج المتوقعة. (السواط، وآخرون،1416هـ:30-31).
ومن الأهمية القول أننا قصدنا من خلال ما سبق أن نوضح الإطار العام للنظرية وذلك حتى يسهل استيعاب أبعاد وطبيعة النظريات الإدارية المختلفة التي تضمنتها المدارس الإدارية المختلفة التي سوف يتم عرضها.
3. مدارس الإدارة: (يتصرف النمر وآخرون،1426هـ: )
لقد شهد الفكر الإداري العديد من مراحل التطور على امتداد ممارسة الإدارة العامة في الأجهزة الحكومية كما أسهم علماء وكتاب الإدارة من خلال أبحاثهم ودراساتهم العديدة في إثراء المعرفة الإدارية، ووضع نماذج ونظريات ومبادئ تفسير الإدارة العامة كظاهرة اجتماعية. وفي مراحل تطور الفكر الإداري أتسم بسمات ميزت كل مرحلة من حيث المدخل والاتجاهات التي وجه إليها هؤلاء العلماء اهتماماتهم، وهو ما أدى إلى وجود أكثر من رافد فكري تبلور في مدرسة من مدارس الإدارة، ومن الأهمية القول أن كل مدرسة من مدارس الإدارة ونظرياتها التي لا تزال تحظى حتى الآن باهتمام الباحثين والدارسين والممارسين للإدارة العامة، وذلك لما تقدمه هذه النظريات من مفاهيم ومبادئ وقواعد وأساليب منظمة للأنشطة والأعمال الهادفة. وسوف نتناول فيما يلي أهم المدارس والتي تعتبر مدارس رئيسية في علم الإدارة كما يلي:
أ. المدرسة الكلاسيكية (التقليدية)
تعتبر المدرسة الكلاسيكية أو التقليدية كما يسميها البعض الرافد الأول من روافد الفكر الإداري، والتي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر، والتي تعد نتاج للتفاعل بين عدة تيارات كانت سائدة خلال تلك الفترة ولقد كان من أبرز علمائها فردريك تيلور، هنري فايول، وماكس فيبر والذين تمحورت أفكارهم حول أربع استراتيجيات وهي: (السواط وآخرون،1416هـ:32)
1) ما يجب أن يكون (المثالية).
2) التركيز على الوظيفة.
3) النظرة للفرد كمتغير ثابت يمكن التحكم والسيطرة عليه.
4) استخدام الحوافز المادية كأساس لدفع الفرد للإنتاج والعمل.
غير أن الاتجاه العام لهذه الاستراتيجيات تمحور حول تقسيم العمل وما يجب أن يكون عليه لتحقيق الكفاءة الإنتاجية.
وتشتمل المدرسة الكلاسيكية أو التقليدية للإدارة على ثلاث نظريات هي: (النمر وآخرون،1426هـ:38-62)
1) نظرية البيروقراطية:
يعتبر ماكس فيبر صاحب النظرية البيروقراطية والتي قصد بها أن يصف النموذج المثالي للتنظيم، الذي يقوم على أساس التقسيم الإداري والعمل المكتبي. ويعد مفهوم البيروقراطية من أقدم المفاهيم الإنسانية واعقدها على الإطلاق، نظراً لمعانيه المتعددة والتي تختلف وفق الهدف من وراء استعمالها فقد تعنى البيروقراطية تنظيماً إدارياً ضخماً يتسم بخصائص ومميزات معينة، كما قد تعنى مجموعة من الإجراءات التي يجب إتباعها في مباشرة العمل الحكومي بصورة عامة داخل المكاتب أو التنظيمات الإدارية. وغيرها من المعاني التي يمكن اعتبار أي واحد منها تعريفاً للبيروقراطية ولكن (النمر وآخرون) يرون أن البيروقراطية تعنى "ذلك التنظيم الإداري الضخم الذي يتسم بتقسيم الأعمال وتوزيعها في شكل واجبات رسمية محددة على الوظائف، حيث يتم تنظيم العلاقات والسلطات بينها بأسلوب هرمي لتحقيق أكبر قدر من الكفاية الإدارية لإنجاز أهداف التنظيم" (1426هـ:40).
ومن المهم أن نوضح الأسس التي رأى ماكس فيبر أن التنظيم البيروقراطي المثالي يقوم عليها وهي:
أ ) هناك مجالات للتخصص الوظيفي محددة رسمياً وثابتة.
ب ) توزع النشاطات والأعمال اللازمة لتسيير دقة النظام البيروقراطي على أعضاء التنظيم بطريقة ثابتة ومحددة.
ج ) توزع السلطات اللازمة لإعطاء الأوامر بتنفيذ الواجبات المحددة بشكل رسمي ثابت.
د ) هناك طرق وأساليب محددة للعمل وتنفيذ المهام والواجبات.
ه ) ينقسم التنظيم البيروقراطي إلى عدة مستويات متخذاً شكلاً هرمياً.
و ) تعتمد إدارة التنظيم البيروقراطي على المستندات.
ز ) يفصل التنظيم البيروقراطي المكتب عن النشاط الخاص بالموظف.
ح ) أن الإدارة المكتبية تحتاج إلى خبرة ومران وتدريب.
ط ) تطبيق الإدارة في هذه المنظمات قواعد وتعليمات للعمل تتصف بالشمول العمومية والثبات النسبي.
ومن الأهمية بمكان ذكر أن النموذج المثالي للتنظيم البيروقراطي قد تعرض للعديد من عمليات التحليل والتطوير والنقد، وإن كان النموذج البيروقراطي يوفر الموضوعية والرشد والانضباط والدقة والسرعة والاستقرار والاستمرارية للجهاز الحكومي، إلا أن الالتزام به يقود إلى آثار ونتائج غير متوقعة مناقضة للكفاءة المفترضة فيه، كما أنه يؤدي إلى الجمود وإلى خطر إحلال الوسائل كغايات محل الأهداف، وكذلك إغفال العامل الإنساني، وتركيز سلطة اتخاذ القرارات في يد مجموعة قليلة من القادة والرؤساء في الإدارة العليا. كما أن النموذج البيروقراطي لا يعترف بأثر المجتمع على التنظيم، وتعده نظاماً مغلقاً لا يتأثر بالبيئة أو يؤثر فيها. وعليه فقد حاولت الاتجاهات الحديثة للبيروقراطية إدخال العنصر الإنساني والبيئة المحيطة كمحددات أساسية للسلوك البيروقراطي في محاولة لتفادي العديد من عيوب هذا النموذج.
2) نظرية الإدارة العلمية: (أبو حيمد،1428هـ:33)
يعتبر فردريك تايلور صاحب نظرية الإدارة العلمية والمنظر الرئيسي لأفكار هذه النظرية ولقد شاركه الرأي هنري غانت وفرانك وليليان جلبرت، ولقد بدأت هذه النظرية في القرن العشرين، ولقد رأى تبلور من واقع ممارسته للإدارة أن هناك حاجة ماسة للتعرف على الواجبات الملقاة على عاتق الإدارة، وتلك المطلوبة من العمال، وكتب تايلور آراءه في كتاب إدارة الورشة ثم كتابة أسس الإدارة العلمية وركز خلالها على أربعة جوانب رئيسية في الإدارة هي:
أ ) استخدام الطرق العلمية في تحديد أجزاء العمل بدلاً من الطرق العشوائية.
ب ) تخطيط العمل وتحديده من قبل الإدارة بدلاً من السماح للعمال باختيار الأساليب والطرق كل حسب رأيه وهواه.
ج ) اختيار العمال وتدريبهم وخلق روح التعاون بينهم.
د ) تقسيم العمل بين الإدارة والعمال بشكل واضح بحيث يعرف كل طرف واجباته ومهماته
ولقد عرف تايلور الإدارة في كتابه مبادئ الإدارة العلمية بأنها "المعرفة الصحيحة لما يراد من العاملين أداؤه ثم التأكد من أنهم يعملون بأحسن الطرق وأقلها تكلفة" ولقد كان تايلور يرى أن مشكلة الإدارة تتلخص في أن الرؤساء والمشرفين لا يعرفون بصفة قاطعة معدل إنتاج مرؤوسهم، كما أن العامل لا يعرف المطلوب أداؤه من حيث الكم والكيف، ولحسم هاتين المشكلتين أكد تايلور على إتباع الأسلوب العلمي التالي: (النمر وآخرون،1426هـ:51-52)
أ ) التحديد الدقيق لكل عنصر في عمل الأفراد، وتحديد الحركات الضرورية لأداء العمل، والوقت المحدد لإنجازها.
ب ) استخدام الطرق العلمية في اختيار العمال وتدريبهم ووضعهم في المكان المناسب حتى يؤدي كل عامل عمله بأعلى قدر ممكن من الكفاءة.
ج ) استخدام الحوافز المادية لحث العاملين على أداء العمل بالطريقة المطلوبة وبالسرعة والمعدل المطلوبان.
د ) الإشراف الدقيق على العاملين لإنجاز الأعمال والقضاء على الإسراف وانخفاض الإنتاجية.
غير أن هذا الأسلوب الذي جاء به تايلور كان له جوانبه السلبية، حيث جاء إصرار المنظمة على استخدام الأسلوب العلمي على حساب تضحيات من جانب العنصر البشري، الذي كان يعمل وفق خطوات روتينية متكررة تبعث على الملل والسأم، وتقتل المبادأة والابتكار والطموح، كما أن هذه النظرية أهملت الاعتبارات المتصلة بالجوانب الاجتماعي والإنسانية للعاملين فيها.
3) نظرية التقسيم الإداري:
لقد سعت هذه النظرية إلى الوصول إلى مبادئ إدارية نظرية لتكون أساساً لعمليات التنظيم والتصميم الإداري ولقد كان من أبرز كتابها ومنظريها هنري فايول. ولقد وجد فايول أن النشاط في إدارة الأعمال يمكن أن يقسم إلى ست مجموعات رئيسية هي على النحو التالي:-
أ ) النشاطات الفنية (الإنتاج والتصنيع).
ب ) النشاطات التجارية (المشتريات والمبيعات).
ج ) النشاطات التمويلية.
د ) النشاطات الأمنية.
ه ) النشاطات المحاسبية.
و ) النشاطات الإدارية.
ولقد وضع فايول أربعة عشر مبدأ للإدارة وهي:
أ ) تقسم العمل.
ب ) السلطة والمسؤولية.
ج ) الالتزام بالقواعد.
د ) وحدة الأمر.
ه ) وحدة التوجيه.
و ) خضوع الأفراد للمصلحة العامة.
ز ) المكافآت.
ح ) المركزية.
ط ) تسلسل القيادة.
ي ) النظام.
ك ) العدالة.
ل ) الاستقرار الوظيفي.
م ) المبادأة.
ن ) العمل بروح الفريق.
. مدرسة العلاقات الإنسانية:
ظهرت هذه المدرسة في ثلاثينات القرن العشرين كرد فعل للمدرسة الكلاسيكية. ويشير مصطلح العلاقات الإنسانية إلى تفاعل العاملين مع جميع أنواع المجالات سواء كان المجال الصناعي أو الحكومي أو التعليمي أو الاجتماعي، ويُشاهد هذا التفاعل بصفة عامة من موقع العمل، حيث يرتبط الأفراد بنوع من البناء الهادف. وهناك العديد من المفاهيم الأساسية التي تبنتها هذه المدرسة للعلاقات الإنسانية وهي:
1) الدوافع الفردية والجماعية، المادية، الاجتماعية، النفسية.
2) السلطة، مصادرها، تفويضها، استخدامها.
3) المفاهيم والمدركات التي توجد عند الأشخاص.
4) اتخاذ القرار.
5) الاتصال، أنماطه، أساليبه، ومدى فاعليته.
6) القيادة، أسلوبها، كفايتها.
7) الروح المعنوية.
8) العطاء الاجتماعي الذي تعمل به الإدارة.
9) الظروف الفردية.
10) الكرامة الإنسانية.
ولقد نشأ عن هذه المدرسة نظريتين هما ( x & y ) ولقد أطلق على x اسم النظرية التشاؤمية وأطلق على y النظرية التفاؤلية ويمكن التطرق لأهم ملامح النظريتين فيما يلي:
1) النظرية التشاؤمية (نظرية X) (ماكجروجر)MCGregor .
قدم ماكجروجر النظرية التشاؤمية والتي تقوم على الفروض الرئيسية التالية:
أ ) الإنسان أو الفرد لا يحب العمل، أي بطبيعته كسول ويتصف بكراهية متأصلة للعمل.
ب ) الإنسان لا يريد تحمل المسؤولية في عمله، أي بطبعه خامل.
ج ) الإنسان دائماً يفضل أن يجد شخصاً يقوده ويوضح له ماذا يعمل ويوجهه إلى عمله.
د ) أن العقاب أو أي نوع من أنواع التهديد أحد الوسائل الدافعية للإنسان على العمل، بمعنى أن الإنسان يعمل من دافع الخوف وليس حباً في العمل.
ه ) لابد من الرقابة الشديدة والدقيقة على الإنسان حين يعمل، حيث لا يؤتمن الشخص على شيء هام دون إشراف ومتابعة.
و ) إن الأجر والمزايا المادية من أهم حوافز العمل، بمعنى أن الشخص على أتم الاستعداد للتضحية بأي شيء في سبيل الحصول على مزيد من المرتب والمكافأة أو أي خصائص مادية أخرى.
ويرى ماكجروجر أن التنظيم الرسمي القائم على مبادئ نظرية X لا يقدم للإنسان إلا فرصاً محدودة لإشباع حاجاته الاجتماعية والذاتية وهي الحاجات الإنسانية التي ترتبط بارتفاع وعلو القيمة الإنسانية.
2) النظرية التفاؤلية Y .
قدم ماكجروجر النظرية التفاؤلية والتي تقوم على الفروض الرئيسية التالية:
أ ) الفرد يحب العمل ويرغب فيه لذاته.
ب ) الإنسان يسعى إلى تحمل المسؤولية.
ج ) يتطلب الفرد الحرية في العمل والتحرر من القيود، ويفضل أن يكون فاعلاً ومبدعاً وليس تابعاً.
د ) الرغبة في زيادة الأجر والمكافأة يدفعه إلى نتائج إيجابية، بمعنى أن الإنسان يعمل ليس بدافع الخوف من العقاب ولكن للحصول على المكافأة.
ه ) ليس هناك حاجة ضرورية للرقابة الدقيقة أثناء العمل، ويُكتفى بتحديد الأهداف المنشودة، ويترك الاختيار للفرد في الوصول إليها، وهو جديراً باختيار أفضل الطرق وأحسن الوسائل.
و ) ليس الخبز هو الوحيد الذي يعمل الإنسان من أجله، ولكن هناك أشياء أخرى يرغب في إشباعها فهو يعمل من أجل الارتقاء إلى مجموعة من الأصدقاء، والحصول على مركز اجتماعي مرموق، والرضا من الأداء الشخصي.
وعموماً مما سبق كانت الفروض النظرية ( X-Y ) التي ساهمت في توجيه أساليب الإدارة في العصر الحديث تجاه ما يسمى بالعلاقة الإنسانية، وهذه النظريات مجرد افتراضات علماً بأنها ليست اقتراح أو وصف أو إدارة إستراتيجية ولم تكن ناتجة عن دراسة تحليلية أو بحث علمي، وأخيراً فإنها لم تتضمن صعوبة أو سهولة الإدارة ولذلك فقد تم توجيه العديد من الانتقادات لهذه المدرسة من أهمها: (السواط وآخرون،1416هـ:53).
1) عدم استخدام الطريقة العلمية في الوصول إلى النتائج التي انتهت إليها التجارب.
2) عكست النتائج التي خرج بها الباحثون كثيراً من تحيز القائمين على التجارب حيث كانوا يميلون أساساً إلى الاهتمام بالعامل الإنساني حتى قبل إجراء هذه التجارب ومن ثم اتسم أسلوبهم بالتحيز المطلق.
3) معارضة رجال الأعمال لما تحتويه التجارب من أفكار واتجاهات تناقض مصالحهم.
4) اعتقاد علماء النفس والاجتماع بأن النتائج لم تضف أفكاراً جديدة وأن فائدة النتائج محدودة.
5) اعتقاد رجال الفكر الإداري بأن النتائج لم تقدم حلاً إيجابياً في حد ذاتها يمكن للإدارة أن تتبعه لوصول إلى علاقة أفضل مع موظفيها.
6) أغفلت التنظيم الرسمي ولم تبين أثره في تشكيل سلوك أعضاء التنظيم.
7) أنها تعتبر حركة استقلالية، الهدف منها تطوير السلوك الإنساني لتحقيق أهداف الإدارة في الدرجة الأولى.
ج. مدرسة العلوم السلوكية:
يركز علماء هذه المدرسة على حركة النشاط الإنساني من جهة ومدى ارتباط هذه الحركة بالمناخ الثقافي والحضاري الذي يتم من هذا النشاط ، بمعنى أنها تدرس الفرد وتتفهم شخصيته والجوانب الإدارية فيها. ولقد ظهرت هذه المدرسة في أوائل الخمسينات من القرن العشرين وتميزت المدرسة السلوكية بالعديد من الخصائص والسمات والتي من أهمها:
1) هي مدرسة علمية تطبيقية تقوم على وضع فرضيات عن السلوك التنظيمي وأثره على الإنتاجية.
2) هي مدرسة معيارية تقوم على معايير قيمة تهدف إلى تطبيق الأبحاث السلوكية في مجال العمل بغرض أحداث تغيير في اتجاهات سلوكية محددة.
3) هي مدرسة إنسانية تقوم على التفاؤل وعلى اعتبار أن حوافز وحاجات الإنسان تحدد سلوكه ومن ثم تؤكد على أهمية هذه الحاجات.
4) تهدف لتحقيق التوازن بين أهداف العاملين وأهداف المنظمة.
5) تتميز بنظرتها الشمولية التي تهدف إلى تغيير المناخ ولا تكتفي بالإصلاحات الجانبية.
6) تهتم المدرسة بالجماعات وتفاعل هذه الجماعات وتستخدم ديناميكيات الجماعة لتحقيق أهداف المنظمة.
7) تستخدم مدرسة العلوم السلوكية المشاركة كأداة للعمل الإداري.
8) تنمية المهارات الإنسانية والعلاقات بين الأفراد.
9) اهتمت المدرسة السلوكية بدراسة التفاعل بين الفرد والمنظمة والبيئة.
10) تهتم المدرسة السلوكية بالتغير التنظيمي لعملية مستمر هادفة.
ومن الأهمية القول أن هناك العديد من الأفكار والاتجاهات والنظريات التي أسهمت في تكوين هذه المدرسة، ومن أهم هذه النظريات هي نظرية (ابراهام ماسلو A.M oslow) الذي يعد من رواد هذه المدرسة والذي قدم في بداية الأربعينات في القرن العشرين نظرية الحاجات الأساسية أو هرمية الحاجات، والتي قسم فيها ماسلو الحاجات الإنسانية إلى خمس مستويات على شكل هرمي، تحتل قاعدته الحاجات الطبيعية، مثل الحاجة إلى الطعام والشراب والمأوى أو المسكن ثم تليها الأمن والحماية، ثم الحاجات الاجتماعية، مثل التعاون مع الآخرين، ثم الحاجة إلى الاحترام والتقدير، وأخيراً تقع على قمة الهرم عملية تحقيق الذات.
ولقد أُخذ على هذه النظرية بساطتها الشديدة، الذي قد يؤدي إلى نتائج عكسية حين يظن الرئيس أنه قد عرف ما فيه الكفاية لكي لا يخطئ أبداً في حدسه وفي تحديده لأنواع الحاجات التي تؤثر على سلوك مرؤوسيه.
كما دعمت اتجاهات هذه المدرسة نظرية الوجدانية للدوافع والتي يطلق عليها أحياناً نظرية فروم vroom ، حيث تقوم هذه النظرية على أساس أن السلوك في أي وقت من الأوقات إنما هو ناتج من الحوادث التي تقع في تلك اللحظة، ومن أهم المفاهيم الأساسية لهذه النظرية ما يلي:(السواط،وآخرون،1416هـ:56-57)
في وقت من الأوقات يكون لدى الشخص مجموعة من التفضيلات بين النتائج المختلفة، والتفضيل يضع الفرد في مجال علاقة قوية بين رغبته أو شدة اتجاهه بين النتيجتين.
2) يكون الفرد أمام ثلاث احتمالات، أما أن يكون الموقف مفضلاً أو غير مفضل أو يكون الشخص في موضع محايد.
3) أن الدافع هو تفضيل الفرد لمجموعة من النتائج.
4) أن مفهوم التوقع يشير إلى فكرة الفرد على مدى تحقيق معدل معين للنتائج المفضلة.
وتتسم نظرية فروم بالخصائص التالية:
1) قوة الرغبة في الحصول على نتائج معينة.
2) درجة التوقع بأن ذلك السلوك سوف يؤدي إلى النتائج المفضلة.
كما أن هناك أيضاً نظرية النضج لأرجيرس Argyris ولقد أعزت النظرية السلوك إلى المتغيرات الآتية:
1) متغيرات شخصية وهذا يتطلب دراسة الفرد.
2) متغيرات تتعلق بالجماعة الصغيرة وغير الرسمية وهذا يتطلب معرفة الجماعات.
3) متغيرات تنظيمية رسمية لمحاولة معرفة الأساليب التقليدية للإدارة.
د. مدرسة اتخاذ القرارات: (النمر وآخرون،1426هـ:77-81)
لقد وضع بارنارد وتلاه سايمون أسس هذه المدرسة، حيث اعتبرا التنظيم عبارة عن نظاماً اجتماعياً يقوم على اتخاذ القرارات. وبالتالي أصبحت دراسة التنظيم منصبة أساساً على تتبع عملية اتخاذ القرارات، وتحديد المؤثرات التي تتفاعل لتوجيه الوصول إلى قرار. ولقد ركز بارنارد على اعتبار التنظيم نشاطاً تعاونياً، وبالتالي لابد من توافر عنصر الرغبة في المشاركة لكي يتم تحقيق الهدف وبذلك، وضع الفرد في موضعه الصحيح. ولقد رأى بارنارد أن التنظيم عبارة عن نشاط تعاوني يقوم على أساس تعاون شخصين أو أكثر من أجل تحقيق هدف محدد وتقوم نظرية النظام التعاوني عند بارنارد على أساس توافر ثلاث عناصر رئيسية في التنظيم الرسمي هي:
1) هدف مشترك يجمع بين أعضاء التنظيم.
2) إمكانية الاتصال بين الأعضاء.
3) الرغبة في العمل والإسهام من جانب الأعضاء.
كما اهتمت النظرية بالتنظيم غير الرسمي وأوضحت أنه يقوم بالوظائف التالية داخل التنظيم الرسمي وهي:-
1) تنمية وتدعيم الاتصالات بين أعضاء التنظيم وأجزائه.
2) تحقيق التماسك والترابط بين أجزاء التنظيم الرسمي.
3) تحقيق الشعور بالتكامل الشخصي واحترام الذات وحرية الاختيار بالنسبة لأعضاء التنظيم.
هـ. مدرسة التنظيم (النظم): (النمر وآخرون،1426هـ:81-83)
يطلق على هذه المدرسة أحياناً مدخل التنظيم ولقد ظهرت منذ منتصف الستينات من القرن العشرين، وهي تنظر إلى المنظمة كوحدة واحدة تتصف بالشمولية. ويؤكد هذا المدخل على أن المنظمة تتكون من أجزاء ترتبط ببعضها بعلاقة تفعل وتداخل، أي أن كل جزء منها يؤثر في الأجزاء الأخرى ويتأثر بها، وأن الكيان الكلي يتأثر بهذه الأجزاء جميعاً ويؤثر فيها، بمعنى أنه إذا حدث تغيير في أي من هذه الأجزاء فإن الأجزاء الأخرى والمنظمة بكاملها تتغير أيضاً.
كما أن المنظمة تتكون من مجموعة من الأجزاء فإنها هي نفسها جزء من نظام أكبر وهو البيئة التي تحيطها وهو النظام الأكبر يتكون من مجموعة من الأنظمة التي يتم التفاعل فيما بينها، وتعد المنظمة الإدارية بهذا الشكل نظاماً مفتوحاً على البيئة المحيطة بها بما تحويه هذه البيئة من أنظمة أخرى، اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية وتقنية وحضارة.
ويرى دعاه هذا المدخل أن أي نظام مفتوح يسير وفقا منهج معين، حيث يحصل على المدخلات من البيئة ويجرى عليها عمليات أو نشاطات معينة ينتج عنها مخرجات نصب في البيئة. وعلى هذا يمكن تعريف المنظمة الإدارية على أنها نظام يتكون من مجموعة من العناصر في حالة من التفاعل موجهه لتحقيق هدف المنظمة وهذه المنظمة وهذه العناصر قد تكون مادية أو بشرية أو معنوية أو تقنية.
و. مدارس أخرى:
لقد شهد العالم في النصف الثاني من القرن العشرين تقدماً كبيراً في شتى المجالات والعلوم المعرفية، ولم تكن الإدارة العامة بعيدة عن هذا التطور والتقدم، حيث أن هناك العديد من الأساليب والتجارب التي شهدها العالم المعاصر والتي أثرت الفكر الإداري عموماً والإدارة العامة على وجه الخصوص، ومن أهم هذه التجارب تجربة القطاع الحكومي الياباني، وكذلك الإدارة العامة في الولايات المتحدة التي استفادت من أساليب ونماذج الإدارة الخاصة للشركات والمصانع اليابانية (كنظرية z)، وحلقات الجودة وإدارة الجودة الشاملة.
كما أن الحكومات في سبيل سعيها الدائم وراء النماذج الإدارية الحديثة التي يفترض أنها تساعد على تطوير مستوى وجودة الخدمات الحكومية، وكذلك رفع كفاءة وإنتاجية العاملين فإنها لا تتوانى عن الأخذ بكافة الأساليب الحديثة في الإدارة ومن أهمها الأخذ بأساليب ونظم الحاسبات الآلية والشبكات العنكبوتية أو ما يطلق عليها الحكومة الإلكترونية وغيرها.
شكرا لدعوتك
اتفق مع اجابة الزميل جمال الوافية
مع التقدير
عفوا من حضرتك..بس سؤالك هو مشروع تخرج وليس سؤال بموقع تواصل ونقاش طبيعي :)
ما هي العوامل التي أدت إلى عدم وجود نظرية شاملة للإدارة
اتفق مع اجابة أ.جمال
وأؤيد اخي فراس بمخزى اسؤال ؟!