Inscrivez-vous ou connectez-vous pour rejoindre votre communauté professionnelle.
1 ـ التوسعة والتخفيف على هذه الأمة والتيسير عليها، فإن في الأمة ـ حين نزول الوحي ـ لغات ولهجات متعددة، فكان تنوعها من اليسر ـ الذي هو سمة هذه الشريعة ـ كما أنه معين على سهولة حفظه ، فمن شق عليه حرف قرأ بالحرف الآخر.2 ـ إظهار الجانب البلاغي والإعجازي في لغة هذا القرآن العظيم من خلال علم القراءات، وشرح ذلك يطول، ومن قرأ في كتب توجيه القراءات أدرك شيئاً من ذلك.3 ـ أن تعدد القراءات له ثمرة واضحة في علم الأحكام الشرعية (الحلال والحرام) وهذا واضح بين لمن قرأ في كتب أحكام القرآن، أو بعض كتب التفسير التي اعتنت بهذا العلم كتفسير القرطبي وغيره.4 ـ أن تعدد القراءات من الآيات الدالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأن ما جاء به من عند الله حقاً، فإنه رغم أميته لم يأت بحرف يناقض الآخر، أو يخالفه ! وصدق الله :{ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } (النساء:82).5 ـ ظهور آية من آيات الله تعالى في حفظ هذا الكتاب العظيم، وهذا بين واضح بأدنى تأمل.وإن كان قصد السائل أن بعض المنشغلين بهذا العلم فرط كثيراً في بقية العلوم الشرعية التي لا بد منها ، فهذا ***ه قد يقع في بقية طلاب العلوم الأخرى، كطلاب الفقه والحديث وغيرها، ووجود خطأ في تصرف البعض لا يلغي أهمية العلم.وإني أوصي هذا الأخ وغيره من إخواني من طلاب العلم الحذر من هذا الأسلوب في التزهيد في العلوم الشرعية، وأن يتعقل الطالب فلا يلقي الكلام جزافاً وعلى عواهنه من دون تأمل في مآلاته، والله تعالى أعلم
1- التخفيف على هذه الأمة والتيسير عليها، يدل على هذا الأمر تواتر قراءة القرآن إلينا بأكثر من وجه؛ وتلقي الأمة ذلك بالقبول سلفًا وخلفًا من غير نكير. وقد نبه إلى هذه الفائدة أئمة هذا الشأن من أمثال ابن قتيبة، وابن الجزري، وغيرهما.
2- إظهار نهاية البلاغة، وكمال الإعجاز، وغاية الاختصار، وجمال الإيجاز. وبيان ذلك أن كل قراءة بمنزلة الآية، وتنوع اللفظ بكلمة واحدة تقوم مقام عدة آيات، فلو كان كل لفظٍ آية لكان في ذلك تطويلاً وخروجاً عن سَنَن البلاغة العربية ونهجها.
3- تعدد القراءات القرآنية كان من الأدلة التي اعتمدها العلماء في بيان صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به، ووجه ذلك أنه على الرغم من تعدد القراءات وكثرتها، لم يتطرق إلى القرآن أي تضاد أو تناقض أو تخالف، بل كله يصدق بعضه بعضاً، ويؤيد أوله آخره، وآخره أوله، تصديقاً لقوله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} .
4- تعدد القراءات فيه دلالة على إعجاز هذا الكتاب، وأنه من عند رب العالمين، وبيانه أن كل قراءة من القراءات تحمل وجهاً من وجوه الإعجاز ليس في غيرها، وبعبارة أخرى، إن القرآن معجز إذا قُرئ بهذه القراءة مثلاً، ومعجز كذلك إذا قُرئ بقراءة ثانية وثالثة وهكذا، ومن هنا تعددت معجزاته بتعدد قراءاته.
5- سهولة حفظ القرآن الكريم، وتيسير نقله على هذه الأمة جيلاً بعد جيل، يدل على هذا المعنى، أن حفظ كلمة منه بأكثر من قراءة، يكون أسهل في تعلمه وتعليمه، وأوفق لطبيعة لسان العرب، الذي نزل القرآن على وفق أساليب لغتهم، وتعدد لهجاتهم.
6- عظام أجور هذه الأمة، من جهة أنهم يبذلون أقصى جهدهم في تتبع معاني ألفاظه، واستنباط حِكَمِهِ وأحكامه، فضلاً على ما في تلاوته - بقراءاته المختلفة - من مزيد الثواب وجزيل الفضل، تحقيقاً وتصديقاً لما أخبر به الصادق المصدوق، بقوله: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة) رواه الترمذي .
7- ظهور سر الله تعالى في توليه حفظ كتابه العزيز، وصيانة كلامه المنـزَّل، بأوفى بيان وأوضح بلاغ، يرشد لهذا المعنى، أن الله سبحانه لم يُخلِ عصراً من العصور، من إمام حجة قائم على نقل كتابه وإيصاله إلى عباده، مع إتقان حروفه ورواياته، وبيان وجوهه وقراءاته، وفي ذلك تصديق لقوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} .
تجعل الانسان متثقف في امور اخري خير مجاله