أولاً: عليك أن تُدرك إدراكًا تامًا أنك لست بأقل من الآخرين، فأنت -الحمد لله تعالى- لك شخصيتك، ولك ما يميزك من سمات طيبة وحميدة، وتعاملك مع الناس يجب أن يكون من خلال الاحترام والتقدير، وليس من خلال الرهبة.ثانيًا: هذه الأعراض التي تحس بها، حقيقة إحساسك مبالغ فيه، أولاً: لا يوجد أي تغير في صوتك، هذا أؤكده لك تمامًا، وموضوع السخونة في الوجه أيضًا هو من علامات القلق، وهذه التغيرات حتى وإن لم تكن موجودة بنفس الحجم والصورة والكيفية التي تتصورها، إلا أنها – إن وجدت حتى ولو بصورة يسيرة – فهي غير ملاحظة من جانب الذين يحادثونك أو يستمعون إليك، يعني هي تجربة شخصية داخلية لا تتعدى حيز نفسك، وهذا مهم أن تتفهمه، لأن الكثير – أو كل الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي – دائمًا يأتيهم الشعور بأنهم سوف يفشلون أمام الآخرين، وأنهم سيكونون مثار السخرية والاستهزاء، وهذا ليس صحيحًا أبدًا.ثالثًا: هنالك تمارين يومية يجب أن تقوم بها، أهمها أن تسلِّم على الناس وأنت مرفوع الرأس، تنظر إلى أعينهم ووجوههم، ومن أجمل الأشياء أن يتبسم المسلم لأخيه المسلم، وأن يخالق الناس بخلق حسن، وأن يُحسن تحيتهم، هذه مهارات اجتماعية بسيطة جدًّا لكنها ذات قيمة عظيمة، أنا أريدك أن تُكثر من التحية على نفس هذه الشاكلة التي وصفتها لك، وذلك بهدف أن تُدرب نفسك اجتماعيًا، لأن هذا الذي أقوله لك هو من صميم العلاج.رابعًا: عليك أن تكثف من أنشطتك الاجتماعية الجماعية، وهذه من أفضلها ممارسة الرياضة مع مجموعة من الشباب، وكذلك حضور صلاة الجماعة، وأن تكون في الصف الأول، وإذا كان هنالك إمكانية – أو يجب أن تبحث عن ذلك – أن يكون لك نشاط مثل حضور حلقات التلاوة (مثلاً) أو الانخراط في عمل خير، أو كلاهما، هذا النوع من الأنشطة الاجتماعية، وكذلك الأنشطة الثقافية والخيرية تزيد كثيرًا من مهارات الاجتماعية لدى الناس.خامسًا: أريدك أن تحاول أن تتكلم ببطء، هذا جيد، وحاول أن تتكلم بصوت مرتفع.سادسًا: من الأشياء الجيدة والطيبة أن تكون لك مشاركات في داخل الأسرة، أكثر من مواجهاتك داخل الأسرة، أن تأخذ المبادرات، أن تشارك أهلك وذويك، ويا حبذا أيضًا لو وسّعت من دائرة أصدقائك وعلاقاتك الاجتماعية، هذا كله ذو قيمة إيجابية جدًّا بالنسبة لك.سابعًا: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، ثبت أنها جيدة جدًّا لتساعد الناس للتخلص من القلق الاجتماعي،