هل بامكان الدول العربية كالجزائر مثلا بناء اقتصاد لا يتركز على قطاع المحروقات خاصة في ظل الأسعار التي يشهدها هذا الأخير في الوقت الراهن؟

الجزائر دولة قارة  تمتلك امكانيات طبيعية وبشرية هائلة وتزخر بمؤهلات تمكنها من تبوء أعلى المراتب عالمنا و تستطيع الخروج من اقتصاد البترول الريعي الى اقتصاد قوي ومنكامل و \\لك بالاستغلال الامثل للامكانيات وربما تتحول النقمة المتمثلة في انخفاض اسعار النفط الى نعمة من خلال تطوير الموارد الاخرى والقطاعات كالسياحة  حيث تتمتع الجزائر بالموقع الاسترايجي والمناظر الخلابة والمناخات المتعدةة و الاهتمام بالزراعة و تشجيع الصناعة  ودعم المبادراتن الحرة

للجزائر عدة موارد غير المحروقات، تمكنها من رفع اقتصادها و تطوير نفسها. سواء كانت موارد طبيعية أم موارد بشرية.

للموارد الطبيعية أهمية كبرى ، نظرا لكم الأراضي الزراعية المتاحة و تعدد الامكانيات المناخية فلكل منطقة في الجزائر مناخ خاص ،من الجاف للمعتدل فالرطب. امكانيات تتيح للوطن خلق ثورة صناعية و نقل الجزائر لمستوى اخر. كالزراعة و مصادر الطاقة المتنوعة ( الطاقة الشمسية في الجنوب و الرياح) البحار و ما تحويه من أسماك و لؤالؤ ... ،الهضاب التي تحتوي على أكبر نطاق زراعي، المناطق و المناظر الخلابة التي يمكن أن تكون نطاقا سياحيا لا يستغنى عنه .....

لكن كل هذا يمكن أن يكون فقط ان توفرت الموارد البشرية .

مهلا، ماذا قلت الآن ؟؟؟ موارد بشرية ؟؟؟ ألم آتي على ذكر ذلك في البداية ؟؟

نعم لقد أتيت على ذكر ذلك و لكني نسيت واقع أن شعبا مهملا مستغنيا عن بلاده مثل شعبنا لا يمكن أن يعتبر موردا بشريا. اين الدولة في كل هذا، أين الشعب في كل ما يجري. شعب فقد معنى الوطنية و دولة نسية انتماءها. 

كل ما يمكن أن تصل اليه الجزائر ستحققه فقط يوم يصبح لها كيان و يوم نتعلم قيمة ما نملك.

محزن هو واقعنا .....

نظريا بامكان اي دولة عربية تملك موارد طبيعة و بشرية بناء و تطوير اقتصادها في اي قطاع كان، لكن المشكل الاساسي لهذه الدول  يتمثل في سوء التنظيم و التسيير ان اهم عنصر لتطوير و بناء اقتصاد قوي هو المورد البشري، و هذا الاخير هو محرك الاقتصاد و يوجد منه صنفان العنصر البشري  المسير و هي الفئة المفكرة و المبدعة و هذه اهم ثروة لانها فئة قليلة و نادرة العنصر البشري المنفذ و مهمتها تطبيق و تجسيد افكار الفئة المسيرة بتوفر الإشراف والمتابعة لقد بلغت الدول الغربية اعلى درجات التطور بالرغم من عدم امتلاكها للموارد الطبيعية و الثروات التي تملكها الدول العربية و في الحقيقة هذه الدول العربية كالجزائر اصبحت تعتمد اجمالا على استهلاك ماتنتجه الدول الغربية في جميع المجالات لانها عوض ان تبني اقتصادها على القطاعات الاساسية و التي ابسطها قطاع الزراعة قامت بالاعتماد على  الاقتصاد الريعي بامكان دولة تمتلك امكانيات الجزائر الطبيعية ان تبني اقتصادا ضخما فقط من خلال الاهتمام بقطاع الزراعة، الذي اهملته الدولة اهمالا تاما منذ اواخر السبعينات تحقيق الاكتفاء الذاتي هو اهم نقطة للتخلص من التبعية الاقتصادية بالدرجة و اليساسية بالدرجة الثانية و من ثم الاهتمام بالقطاع الصناعي و السياحي التي من شانها ان تنعش الاقتصاد اكثر