Inscrivez-vous ou connectez-vous pour rejoindre votre communauté professionnelle.
ومن الكلمات التي يعسر النطق بها أيضًا ويخرجها البلاغيون من دائرة الفصاحة كلمة (مُستَشزِرات) في قول امرئ القيس يصف شعر محبوبته:وتفيض كتب البلاغة في تفسير منشأ الصعوبة في الكلمة التي استخدمها امرؤ القيس، وتكاد تتَّفق على أن الصعوبة في الكلمة هنا نشَأَت من اجتماع حروفٍ خاصَّة هي السين والشين والزاي "وذلك لتوسُّط الشين وهي مهموسة رخوة بين التاء - وهي مهموسة شديدة - والزاي وهي مجهورة" ولو أن الشاعر استبدل بعض الحروف بحروفٍ أخرى لأمكنه تلافي هذه الصعوبة، فقد كان في إمكانه أن يقول: (مستشرفات)، فيستقيم له المعنى والوزن، ويَسْلَم من الوقوع في التنافر
عاب النقاد علي الشاعر صعوبة نطق كلمة مستشزرات وكما أورد الإخوة تنافر الحروف وأخرجها النقاد من الفصحي وأوردوا رأي آخر للكلمة قالو فيه لو كانت مستشرفات لكانت أبلغ والإستشراف الإرتفاع والعلو والظهور وأنا مع كلمة مستشرفات بدلا من قول الشاعر مستشزرات فهو يتحدث عن محبوبته كيف ينتقي لها كلمة صعبة النطق متنافرة الحروف
عاب البلاغيون على امرئ القيس قوله " مستشزرات " ؛ حيث إن الكلمة غير فصيحة بسبب أن بها تنافر حروف ، ولا مشكلة في ذلك إذ إن كتب البلاغة أرادت توضيح تنافر الحروف بمثال عليها من فصيح الشعر ، أما امرؤ القيس فربما قصد إلى ذلك حين أراد وصف الشعر بالارتفاع ؛ وذلك لأن العرب كانت تختار الألفاظ الصعبة في النطق لتدل على قوة المعنى ، أما كلام أهل البلاغة في ذلك فلكي لا يتمثله الشعراء فيكثرون من الكلمات الصعبة في النطق
عاب علماء البلاغة كلمة ( مستشزرات ) ؛ لأنه لم يتحقق بها وصف ( فصاحة الكلمة المفردة ) ؛ وذلك لأنها لم تسلم من ( تنافر الحروف ).
وتنافر الحروف: صفة في الكلمة ينتج عنها ثقل على اللسان وصعوبة في النطق بها، وهو إما شديد أو خفيف.
ومعيار ذلك الذوق السليم ، والتمرس بأساليب أهل البيان ، ولا وجه - في رأيي - لدعوى قرب المخارج أو تباعدها أو طول الكلمات؛ فهناك من الكلمات الموسومة بتقارب الحروف أو تباعدها أو طولها ولكنها فصيحة سهلة النطق رقيقة على المسامع مثل: جيش ، وليستخلفنهم ، وفسيكفيكهم .
ويرى بعض النقاد أن ضابطه البنية الصرفية، وخلاصته: أن أصول أبنية الكلمات لا تحسن إلا في الثلاثي وبعض الرباعي، أما الخماسي فقبيح إلا ما كان من أسماء الأنبياء المعرَّبة.
وصدق من قال:
لغة تنفر المسامع منها حين تروى وتشمئز النفوس
وقبيح أن يذكر النافر الوحش ي منه وترك المأنوس
شكرا للدعوة الكريمة,البلاغيون يخرجون من دائرة الفصاحة كلمة(مستشزرات) بسبب حدوث تنافر للحروف التي يكون مخارجها متقاربة ويصعب النطق بها. ولكن الشاعر كان قاصدا ذلك في وصف شعر حبيبته المتطاير في الهواء والناتج عن عاطفة صادقة نابعة من القلب , وان مع امريء القيس