par
مها شرف , معلمة لغة عربية , وزارة التربية السورية
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ( وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا ) يقول:ورحمة من عندنا، وكذا قال عكرمة، وقتادة، والضحاك وزاد:لا يقدر عليها غيرنا. وزاد قتادة:رُحِم بها زكريا.
وقال مجاهد: ( وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا ) وتعطفًا من ربه عليه.
وقال عكرمة: ( وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا ) [ قال:محبة عليه. وقال ابن زيد:أما الحنان فالمحبة. وقال عطاء بن أبي رباح: ( وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا ) ] ، قال:تعظيمًا من لدنا .
وقال ابن جريج:أخبرني عمرو بن دينار، أنه سمع عكرمة عن ابن عباس قال:لا والله ما أدري ما حنانًا.
وقال ابن جرير:حدثنا ابن حميد، حدثنا جرير، عن منصور:سألت سعيد بن جبير عن قوله: ( وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا ) ، فقال:سألت عنها عباس، فلم يحر فيها شيئًا.
والظاهر من هذا السياق أن: ( وَحَنَانًا [ مِنْ لَدُنَّا ] ) معطوف على قوله: ( وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) أي:وآتيناه الحكم وحنانا، ( وَزَكَاةً ) أي:وجعلناه ذا حنان وزكاة، فالحنان هو المحبة في شفقة وميل كما تقول العرب:حنّت الناقة على ولدها، وحنت المرأة على زوجها. ومنه سميت المرأة « حَنَّة » من الحَنَّة، وحن الرجل إلى وطنه، ومنه التعطف والرحمة، كما قال الشاعر
تَحـــنَّنْ عَلَـي هَـدَاكَ المــليكُ فـــإنَّ لكُـــل مَقــامٍ مَقَــالا
وفي المسند للإمام أحمد، عن أنس، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه قال: « يبقى رجل في النار ينادي ألف سنة:يا حنان يا منان »
وقد يُثنَّي ومنهم من يجعل ما ورد من ذلك لغة بذاتها، كما قال طرفة:
أَنَـا مُنْـذر أفنيـتَ فاسْـتبق بَعْضَنَـا حَنَـانَيْك بَعْـض الشَّر أهْونُ مِنْ بَعْض.