Inscrivez-vous ou connectez-vous pour rejoindre votre communauté professionnelle.
تُعَدُّ ظاهرة التصحُّر إحدى الآفات الاقتِصاديَّة الخطيرة التي تنخِر في جسد عالمنا العربي، ورغم أنَّ الظَّاهرة عالميَّة أيضًا، إلاَّ أنَّ معظم الأراضي المعرَّضة للتصحُّر تقع في الدُّول النَّامية بصفة عامَّة، والعربيَّة بصفة خاصَّة؛ إذ تؤكِّد الإحصاءات أنَّ حوالي 357.000 كم2 من الأراضي الزراعيَّة أو الصالحة للزِّراعة – أي: نحو 18% من مساحتِها الكلِّية، والبالغة 1.98 مليون كم2 - أصبحت واقعة تحت تأْثير التصحُّر.
الأسباب:
وعن المفْهوم، فقدِ اعتبرتْه اتفاقيَّة الأُمَم المتَّحدة للتصحُّر بأنَّه: عمليَّة تردِّي الأراضي في المناطق الجافَّة وشبه الجافَّة، والجافَّة شبه الرطبة، الناتج من عوامل متعدِّدة تتضمن الاختلالات المناخية والأنشطة البشريَّة.
وبالتَّالي فإنَّ أسباب التصحُّر ترجع إلى عاملين:
الأول: خاصٌّ بالمتغيرات المناخيَّة.
الثَّاني: يتعلَّق بالأنشِطة البشريَّة، حيث تقع معظم البلاد العربيَّة في النطاقات الجافَّة وشبه الجافَّة؛ حيث إنَّ 95% من الأراضي تَحصُل على أقلَّ من 400م3 من الأمطار سنويًّا، في حين أنَّ النسبة الباقية فقط يسقط فيها أكثر من 400 م3 سنويًّا.
ففي العراق مثلاً، نجِد أنَّ 70% من أراضيه يسودُها المناخ الصَّحراوي، خاصَّة في السَّهل الرسوبي والهضبة الغربيَّة، حيث تتراوح الأمطار السنوية ما بين50 - 200 م3، كما تعرَّضت الغابات الشَّماليَّة لتدهْوُر شديد إثر العمليَّات العسكريَّة للنظام السَّابق ضدَّ الأكراد، والتي أدَّت إلى فقدان ما يزيد على 3 آلاف هكتار خلال ثلاث سنوات فقط، من عام 1989 حتى 1990.
كما أدَّت الحروب الكثيرة الَّتي خاضتْها الدَّولة العراقيَّة - خاصَّةً الحربَ مع إيران - إلى تدْمير البيئة الزِّراعيَّة، خاصَّة النَّخيل الَّذي يلعب دورًا بارزًا في التصدِّي للتصحُّر وكمصدَّات للرياح، وتراجعت أعداده من 30 مليون إلى 12 مليون.
كذلك دمَّر الاحتِلال الأمريكي الأخضَرَ واليابس في بلاد الرَّافدين، فبعد أن كان يتصدَّر العراق بلدان العالم من حيثُ عددُ أشْجار النَّخيل، وكمية إنتاج التُّمور، التي كانت تمثِّل 38 % من الإنتاج العالمي، بإنتاج يقدِّر بـ 480 ألف طن، أصبح في العام 2005 لا يتعدَّى 400 ألف طن، حسب إحصاءات منظَّمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وبالإضافة إلى تدْمير زراعات النَّخيل العراقيَّة وتدْمير الغابات، يتعرَّض 1% من الأراضي العراقيَّة المرويَّة للتملُّح، وبالتَّالي تفقِد قدراتِها على الإنتاج الزِّراعي.
وفي الدُّول العربيَّة الأُخْرى، لم يختلف الأمر كثيرًا عن العِراق؛ بل منها ما هو أشدُّ فداحةً، فقد شهِدت أطراف الصَّحراء الكبرى، في كلٍّ من مصْر وليبيا، وتونس والجزائر، والمغرب وموريتانيا - تحوُّل ما يزيد على 650 ألف كم2 من أراضيها إلى أراضٍ متصحِّرة خلال 50 سنة فقط
دمار ثانوي بشكل غير مباشر مانسبته% وأتفق في التفاصيل مع الاخ سامر أو سمير عبد .
شكرا لدعوتكم .
يؤدي إلى فقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي بها، ويؤدي ذلك إلى فقدان التربة الفوقية ثم فقدان قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي ودعم الحياة الحيوانية والبشرية. ويؤثر التصحر تأثيراً مفجعاً على الحالة الاقتصادية للبلاد، حيث يؤدي إلى خسارة تصل إلى 40 مليار دولار سنويًّا في المحاصيل الزراعية وزيادة أسعارها. يخلق التصحر جوًّا ملائمًا لتكثيف حرائق الغابات وإثارة الرياح، مما يزيد من الضغوط الواقعة على أكثر موارد الأرض أهمية ألا وهو الماء
اوافق على الاجابة الزملاءوشكرا