كنا نرى الدنيا جمالا صافيا/نحيا الحياة تفاؤلا وتمتعا/نشرب رحيق الحب منها والصفا/ نرسم بفرشاة المحبة ملعبا /للصفو أيام الصبا اشرح بلاغيا وأعرب:صافيا؟

ما أجمل هذه الكلمات 

أتفق في التحليل مع ألستاذة مها

هنا يتحدث الشاعر عن صباه وكيف كانت براءة الحب تداعب قلبه الصافي الذي يرى الدنيا جمالا خالصا نقيا. فكان يحيا حياته ويتمتع بها بكل تفاؤل وإصرار. ويستشف حلاوة الحب وشذاه منها. ويرسم حلمه الذي بناه من ذلك الحب. هنا الشاعر  ينسج بسنارة حبه ابياته فالشاعر يعيش تجربة شعورية موغلة بالحب ويعيش أحلامه وذكرياته في صباه. لذلك هو يغوص في عالم الخيال ليكمل صورة ابياته. وفي نفس الوقت ليشد قارئه إلى عالمه الوجداني الغارق في الحب .وبالتالي يحاول أن يختار ألوان بلاغية وبديعية تضفي على أفكاره ومعانيه وشاحا براقا ينقل تجربته وأحاسيسه المرهقة إلى المتلقي بكل سهولة ويسر وإن كان بعضها يفرض على القارئ تشغيل ذهنه وفكره ليغوص في المعنى ويستوحي اصدافه من أعماق الأفكار. فقوله كنا نرى الدنيا جمالا صافيا. هنا الشاعر يحاول ان يعرض من خلال كلماته وأفكاره أكثر من معنى في آن واحد فهنا الشاعر يشبه الدنيا بالجمال الصافي. الخالص النقي و نجد أيضاً كناية عن براءته وكيف كان ينظر إلى الدنيا بكل حب ومودة وكيف كانت جميلة في نظره خالية من الحقد والكراهية. لذلك هو تمتع بحياته التي امتلأت بالخير والتفاؤل وشرب رحيق الحب منها والصفا. هنا تتشابك صوره وهنا يتسائل القارئ هل يقصد الشاعر حبه للدنيا ومن فيها أم خاض تجربة وجدانية كانت صافية كرحيق الزهر .فهنا نجد استعارة مكنية شبه الحب بالزهر الذي يجنى منه الرحيق ويشرب. كما نجد كناية عن صفاء ذلك الحب وحلاوته الذي كان صافيا لم يشوبه أي مفاسد أو ملوثات بل كان بريئا نقيا. وما كان منه إلا أن يرسم بفرشاة حبه ملعبا. فهنا نجد مجاز عقلي حيث أسند للمحبة أشياء غير حقيقية ولكن هو أراد أن يبني حلمه ويرسم مستقبله. فهنا نجد أيضاً كناية عن بناء مستقبل جديد وبيت جديد لذلك الحب ليكون كلوحة بديعة يزهو بها الناظر ولا يمل من مشاهدتها. للصفو ايام الصبا. هنا الشاعر يريد أن يكمل في لوحته صفاء أيام صباه البريئة التي عاشها مع ذلك الحب الذي عاشه. نجد بعض المرادفات. الدنيا والحياة. صافيا. صفة جمالا. منصوبة مثلا بالفتحة الظاهرة على آخره.