هيا حبيبي نجمع وردا*نصنع عقدا يحمل ودا/هيا فنور الشوق تأثر*يحمل معنى يرسم حبا/هيا نُحيّ قلبا أعطى*حسن تعاون أنتج فكرا/حلل بلاغيا وأعرب ودا/تأثر؟

هنا يتحدث الشاعر إلى محبوبته ويطلب منها أن يجمعا الورود ليصنعا عقدا يحمل الود والحب ويرسمه ليحمل المعاني التي تفصح وتنبض بذلك الود. لأن الشوق أنار واضيء من تأثره.ثم يقول. هيا لنحي معا ذلك القلب الذي قدم الحسن والصدق الذي خلق فكرا جديدا. إذا لو عدنا إلى الأبيات يبدأ الشاعر باسم فعل أمر وهو هيا ليبدأ به ابياته فهو لم يختار فعل أمر مباشر وإنما باسم فعل أمر ليجذب محبوبته إلى تلك الكلمات وليستطيع من ذلك رسم أفكاره وصوره بصورة متقنة مزخرفة تشد القاريء وتعطيه جمالا في تذوق كلماته وأفكاره. إذا الشاعر استخدم الأسلوب الإنشائي الذي يعتمد على الأمر الغير المباشر وربما اختار الشاعر ذلك ليخفي إيحاءات واهات قد دفنها في جوفه. فهو لم يعبر مباشرة عما يجول في خلده وما يعتريه من مشاعر مزدحمة قد استنزفت طاقتها لذلك يبدأ بطلب

منها ويدعوها إلى جمع الأزهار والورود لينسج منه عقدا يلخص ذلك الحب والود الذي بينهما. إذا هو لم ينسج عقدا فقط بل نسج لنا لوحة فنية عبرت عن صورة خيالية اسدلت جمالية خلابة على أفكاره ومعانيه. إذا هنا نجد مجاز مرسل عقلي فهذا العقد لم يحمل الود فقط بل سيحمل الكثير من المعاني التي تعبر عن الألفة والمحبة وخاصةً انه سيرسم ذلك الحب الذي انتظره لسنوات لأن شوقه لم يعد يتحمل فنوره سطع من شدة تأثره.  ذلك النور الذي يحكي حرقته وحبه الذي استعر بين جنباته. إذا هنا تتشابك الصور بالمجازات والكنايات والاستعارات فقوله نور الشوق هنا نجد مجاز مرسل تفاعلي. تأثر شبه الشوق بإنسان يتأثر. إذا هنا نجد استعارة مكنية. كما نجد كناية عن مدى التحمل والصبر الذي جعل شوقه يتأثر. ثم يقول هيا نعيد إحياء ذلك القلب الذي أعطى فاحسن في عطائه وانتج فكرا. إذا هنا نجد استعارة تصريحية فهنا أراد بالقلب بتلك المحبوبة. كما نجد استعارة مكنية في قوله قلبا أعطى. حيث شبه القلب بإنسان يعطي. إذا الشاعر يهب لنا مجموعة من الصور ذات شيفرات دلالية وجمالية يستقي ارسالياتها من العفوي والطبيعي لتغدو أفكاره ومعانيه لوحة انيقة وأداة مفتاحية تستخلص مدلولات مشاعره ومكنونات قلبه الهيمان لتضفي على القارئ بنفس الوقت لمسة خاصة تجعله يغوص في أعماق الكلمات وجمالية لوحاته المستقاة بفنية عالية وابداع ناضج.