ماهي المعايير و الخطوات الواجب إتباعها من قبل المحامي المبتدىء من أجل جلب الزبائن و كسب ثقتهم وهو في بداية مسيرته المهنية ؟

هو سؤال عن المصير إن جاز التعبير ، والمصير هو مصير كل متخرج من كلية الحقوق لم يحالفه الحظ لولوج القضاء أو النيابة العامة فتوجه لسوق المحاماة ، وهو سوق لعمرك معقد وكثير التعرجات والمهاوي والصعاب ، وهو بحر متلاظم الأمواج أيضاً ، لذلك فهذا السؤال ، هو في الحقيقة ،  سؤال يطرحه كل من سولت له نفسه العمل بالمحاماة ،وقد تختلف الرؤى والإتجاهات حوله غير أن الأمور الأساسية في الإجابة عليه لا يختلف عليها إثنان ، ولبندأ بالأساسيات في الإجابة : وهي كما يلي:

1- التأكد من الحصول على المعلومات بصورة صحيحة ومتينة وراسخة وذلك خلال فترة الدراسة في كلية الحقوق ، وأعني بذلك ألآ يكون الخريج من هذه الكلية العظيمة ، أن يكون من أولئك الذي ههم هو النجاح في الإمتحان النهائي في كل سنة ، والإنتقال إلى السنة الجديدة بأي صورة ، فهذا لعمرك لا عرف الحقوق ولا يصلح للعمل في ساحاتها.

2- الإستعداد النفسي والذهني للولوج إلى هذا المعترك ، حيث أن العمل في المحاماة خاصة ليس مسألة حصول على دخل ، وإن كان الدخل هو أحد مرتكزات الحياة السعيدة. فالواجب أن تكون لدى المتقدم لطلب رخصة ممارسة مهنة المحامة أن يكون له الرغبة الأكيدة في أن يكو محامياً ، وأن يكون على إستعداد لتحمل كل ما يلاقيه في طريقه من صعاب ومعضلات ، بل ومهانات وإهانات ، وإلا فإنه لن يكون ذا حظ في هذا المجالز

3- تلقي التدريب على يد محام أو شركة محاماة ذات خبرة عالية ، ومستوى علمي متميز ، وأخلاق سامية في ممارسة المهنة حتى يتم بناؤه على أساس سليم ، وإلا فإن من لم يتلقى الجرعة الكافية من التدريب السليم فهو لا محالة ممن ليس لهم ذكر في المعترك.

ثانياً : الخطوات :

وفيما يلي الخطوات اللازمة لبناء مكتب محاماة ناجح ، وهي مسألة قد تختلف فيها وجهات النظر بين القانونيين: 

1- تهيئة مكتب يليق بالمهنة من حيث شكله العام .2- تأسيس مكتبة شاملة للإصدارات القانونية والقضائية والمراجع الفقهية القانونية اللازمة للحصول على المعلومات القانونية التي تحتاجها المرافعات القانونية وإعداد المذكرات وإعداد مذكرات الرأي القانوني

3- لا بد من يكون المكتب شراكة بين عدد من الزملاء الذين تجمع بينهم قواسم مشتركة تجعل منهما إنسجاماً وجسماً واحدا حتى يستطيع المكتب الوقوف على رجليه واحتلال مكانه المحترم بين مكاتب وشركات المحاماة المحترمة ، وهذا يضمن التنوع في التخصصات وبالتالي المقدرة على إستيعات أنواع مختلفة من القضايا.

4- الظهور في المحاكم والنيابات واأقسام الشرطة وكافة الجهات العدلية والحكومية بالمظهر اللائق والتعامل بطريقة تجبر الآخرين على إحترامك وتقديرك كمحام محترم.

5- قبول القضايا على أساس الحق والعدل وإنصاف المظلوم ، لا على أساس كسب أكبر قدر ممكن من المال ، وخاصة في بداية الحياة المهنية ،فضية واحدة ناجحة تترافع فيها مجاناً أفضل من عشر قضايا قضايا فاشلة تتلقى فيها الأموال الطائلة كأتعاب للترافع فيها.

6- التواصل والتفاعل مع المجتمع وقضاياه ، ورفع مستوى الوعي والحس بالقضايا الإجتماعية العادلة ، حتى يكون المكتب على إستعداد على قبول الدخول في المنازعات على بينة من الأمر وعلى قناعة راسخة بالعدالة والحق.

7- التدريب والتطوير المستمرين وحضور دروات التدريب وورش العمل والمؤتمرات والفعاليات القانونية بقدر ما يكون ذلك متاحاً وممكناً

8- الإهتمام بالتواصل عبر وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة بما يخدم اسم المكتب وزيادة الوعي القانوني والتفاعل مع القضايا العامة والخاصة.

9- الصبر على مرحلة التأسيس الأولى بما فيها من مشكلات ومتاعب وصعاب.

وبالله التوفيق والسداد

مع الشكر على السؤال الجيد