هل الاماكن التي نعمل بها و ننفذ مهامنا لها دور في الانتاج و الالهام ؟

تخيل مكان عمل يريد كل العاملين فيه أن يحضروا للعمل في مواعيدهم، ويمر عليهم الوقت في العمل دون أن يحسوا به لأنهم يشعرون بالحماس ويعملون معًا للقيام بأشياء مثيرة وجذابة !!

يرى معظم الموظفين أن هذه رؤية خيالية لا يمكن تحقيقها في العالم الواقعي. ومع هذا، فهناك أماكن تناضل للوصول إلى ذلك الوضع فعليًّا من خلال روح الإنسانية والاهتمام بالعاملين فعلًّيا. إن الشركات المنفتحة والمتطورة تشجع العاملين بها على التعبير الصريح عن انفعالاتهم وتهيئ بيئة عمل آمنة لهم لفعل هذا. لقد أدت الطريقة القديمة في التفكير والقائمة على أن أماكن العمل ينبغي أن تكون باردة وقائمة على المنطق إلى بيئة عمل قاصرة متوترة غير صحية. الناس انفعاليون بطبائعهم ويحتاجون لفرصة للتعبير عن انفعالاتهم بطريقة آمنة. والسماح للموظفين بالتعبير عن إحباطاتهم، وغضبهم، وخيبة آمالهم قد يؤدي إلى علاقات أفضل والمزيد من الطاقة والجهد في التركيز على إيجاد الحلول. ومع ذلك فإنه من المهم أن يشعر الموظفون بالأمان، فأي ارتداد عن هذا الأسلوب، أو تلميحات أو إشاعات بالارتداد عنه ستؤدي بسرعة إلى إغلاق أبواب التعبير الصريح الصادق عن الانفعالات. وإذا لم يستطع العاملون التعبير عن انفعالاتهم. فسيكتبون هذه الانفعالات، حيث تزيد وتنمو وتتحول إلى قوة مدمرة.

ومكان العمل الذي يتضمن الكثير من الانفعالات القوية المكبوتة مكان خطر على وشك الانفجار،فعندما لا يُسمح للموظفين بالتعبير عن انفعالاتهم، فغالبًا ما تتراكم هذه الانفعالات وتدفع الموظفين للتصرف بصورة سلبية، وبدلاً من تركيزهم على أعمالهم فإنهم يبحثون عن فرص للانتقام من الشركات التي يعملون بها أو رؤسائهم في العمل أو زملائهم.

ومكان العمل هذا ليس سيئًا للروح المعنوية والراحة النفسية لمن يعملون به فحسب، بل يجعل الشركة غير منتجة. والأمثلة المتطرفة للانفعالات المكبوتة التي تدفع للسلوكيات السلبية هي حالات القتل التي يرتكبها الموظفون في أماكن عملهم. وعلى الرغم من أن البعض سيقولون: إن هؤلاء الموظفون لديهم مشاكل نفسية، فإن هذا يوضح حاجة هؤلاء الموظفين إلى فرصة للتنفيس عن انفعالاتهم في بيئة آمنة.

أهمية الروابط الانفعالية

يستطيع المديرون على كل المستويات فعل الكثير لتوضيح أن التعبير عن الانفعالات مقبول، وذلك بأن يفعلوا هذا بأنفسهم؛ لأن فعلهم هذا سيجعل مرؤوسهم يرونهم أكثر انفتاحًا وواقعية وصدقًا، وستزيد ثقتهم في مديريهم. وعلى الرغم من أنهم قد لا يستطيعون فعل هذا بأنفسهم، إلا أنه من المهم أن يقول كل موظف ما لديه.

إن التدفق الحر للأفكار أمر لزم حتى تستطيع الشركات تحقيق أقصى قيمة للعاملين بها ولا ينبغي تجاهل فكرة لاعتبارها تافهة أو خيفة أو بعيدة، وبهذه الطريقة تخلق الشركات بيئة عمل إبداعية وصريحة.

وعلى الرغم من أن استخدام البريد الإلكتروني أصبح الصورة الأساسية للتواصل في العديد من مواقع العمل، إلا أن التحاور وجهًا لوجه هو أكثر الطرق فاعلية لإقامة علاقات صحية، سواء بداخل الشركة أو مع عملائها. وإذا أردنا بناء الثقة والاحترام، فعلينا أن نقيم رابطة انفعالية مع الشخص الذي نتعامل معه.