Inscrivez-vous ou connectez-vous pour rejoindre votre communauté professionnelle.
عزيزي ..
أنت مُحق! بالتأكيد لديك موهبة كامنة مُختصة بك وحدك..
والحقيقة أن كما لكل واحد منّا بصمة خاصة به، فكذلك الحال بخصوص ملكاتنا ومواهبنا ..
وحتى وإن تشابهت ميولنا، فالأكيد أن لكل منّا روحه الخاصة وطابعه الخاص الكفيل بجعل كل منّا متفرداً بما يقوم به. ومن هنا نجد أن لكل مجال من مجالات الحياة أفرع عدة، ومدارس لا تُعد يعود فضلها لمؤسسيها الذين طبعوا روحهم الخاصة وأنشأ كل منهم بعدئذٍ بما عرف بمدرسته الخاصة.
ففي الفن مثلاً، لديك بيكاسو، الذي ابتدع مدرسة التكعيبية التي اختص بها ولم يسبقه بها فنان آخر. ليأتي بعده سيلڤادور دالي، الذي خلق من المدرسة السيريالية نوع آخر فريد من نوعه مزج به جنونه وغرابة شخصيته. بالتأكيد، كان ذلك سبباً في تعرضه لوابل من الهجوم والنقد، لكن في نهاية الأمر، اندرج دالي من العباقرة وأُعِد من أحد أهم أعلام المدرسة السيريالية.
فبيكاسو رسام ودالي أيضاً، لكن لكل منهما طابعه الخاص.
وكذلك في الفلسفة، لديك الفلسفة العقلانية، والتجريبية، والمادية، والمثالية، أنواع وأنواع شتى تندرج تحت ذات الإسم، لكن لكل فرع منها مؤسس استطاع أن يطلق العنان لفكره ليفرد بصمته وينشأ فكره الخاص.--
المقصد هنا أخي الكريم، أن هؤلاء البشر لم يكونوا ما أصبحوا عليه لولا أن هزموا حاجز الخوف بداخلهم والخروج من دائرة القولبة وتحدي الجميع، طالما أن ما تحدوا من أجله هو ما كان يخرج من مكننون روحهم.
لتكتشف موهبتك الكامنة، عليك أن تطلق العنان لذاتك، عليك بالخروج من دائرتك اليومية والتجربة، عليك بالتجربة، تجربة كل . جديد. مكنون الإنسان ليس دائماً سهل العثور عليه إلّا مع بعض المحظوظون التي كان لظروف حياتهم أن سهلت عليهم الأمر وأدرجتهم في تجارب شتى دون عناء أو معافرات منهم.
تعلم رياضات جديدة، جرب واحدة تلو الأخرى، قد تجد نفسك في إحدى الرياضات.
نظم وقتك، وجعل لك قسطاً في أيام أسبوعك تتعلم به كورساً جديداً في مجال ما تمنيت الإلمام به، ولم تتح لنفسك المجال لتعلمه. ومن حسن حظنا أن شبكة الإنترنت بالوقت حالى مليئة بالمواقع الإلكترونية التي تُسهل من التعلم الذاتي والكثير منها مجاني في ذات الوقت.
اقرأ، اقرأ كثيراً، ففي الكتب ما يجعلك تتوسع في أفاقك وتنمي من مداركك، وترفع من شأن ثقتك وطموحك. ومن يدري، علّك تقع في كتاب أو رواية ما تفتح عينك وشهيت روحك على نشاط ما، لم يكن ليخطر ببالك ما لم قرأت ذاك الكتاب أو تلك الرواية.
اقهر مشاعرك السلبية بنشاط إيجابي، وأعني بذلك أن جرب أن تمسك قلماً وتفرغ كل ما تستشعره على الورق. من يدري؟ علّك تملك مهارات كتابية لم تكن لتتخيلها سابقاً ..!
أَعِد الحركة لأطراف أصابعك، واجعل الدماء تجري في عروقها. والمقصد هنا، أن حاول الاندماج في نشاط حركي يعتمد كل الاعتماد على أطراف أصابعك! جرب تعلم الرسم، فنون الخط، حاول تعلم العزف على آلة ما، أو جرب تعلم مهنة يدوية بيديك. في هذه المهن، سحر خاص، تنسجم معها بعقلك وكيانك ، إلى جانب أنها من أفضل ما يمكن اللجوء إليه لطرد الطاقات السلبية.
اندمج في نشاطات اجتماعية، احتك بفئات مختلفة، أعمار مختلفة، مع كل صداقة جديدة واحتكاك جديد ستكتسب جديداً، وقد تلهمك تجربة أحدهم للخوض في تجربة تفتح أبواب لك تساعدك في اكتشاف ذاتك وتجد ضالتك.
حط نفسك دوماً بنماذج إيجابية، استعن بالمواقع الإلكترونية التي تنشر قصصاً و روابط ڤيديو بها الكثير ممن اكتشوفوا ذواتهم بعد حين من التيه. الموقع الشهير تيديكس، مليئ بالكثير من التجارب الحقيقية يسردها أصحابها بلسانهم.
اعط مجال لك بين الحين والآخر للاعتزال، والابتعاد عن صخب العامة والحياة. انسجم مع ذاتك، واجعل من ذلك فرصة لتفريغ كل ما يعتلي ذهنك بالطريقة التي ترغب بها حينها. كتابةً أو رسماً، عزفاً أو ممارسةً لرياضة ما. أنت ملك ذاتك في ذلك الحين وذاتك ملكك. ولك أن تعرف، أن غالبية عباقرة التاريخ لم يكن ليصبحوا عباقرة، لولا أن أعطوا لأنفسهم الفرصة للاعتكاف بذواتهم، والكثير منهم لم تكن لإبداعاتهم أن تتولد لولا أن أطلقوا لروحهم العنان بعزلتهم.
في النهاية، إياك واليأس، فإن كانت الحياة بطبيعة الحال مليئة بالصراعات والتحديات، فإن الأجدر والأكثر استحقاقاً للتحدي هو أنت. استثمر في نفسك، استثمر في روحك، اعتبر أن معرفة مكنونك هو الوسام الذي تحصده في نهاية رحلة، نهاية طريق، يستحق العناء والمثابرة، وحتماً سيكن زاهياً وأقل إرهاقاً إن أدركت مع كل خطوة تخطوها، أن ما ستحصده في نهاية الأمر هو .. أنت.
دمت موفقاً
بين الفينة والأخرى نسمع عن مشاهير وشخصيات عظيمة ومؤثرة في العالم العربي،ومن ثمة نحاول أن نسأل عن خلفياتهم فنتعجب كثيراً !! إذ نكتشف أن مؤهلاتهم العلمية وما درسوه في الجامعة يختلف تماماً عن مجال عملهم الجديد الذي أبدعوا فيه.ترى ما السر وراء ذلك؟! وكيف إكتشف هؤلاء مواهبهم؟!
قبل أن نحاول الإجابة على السؤال تعالوا معي نستعرض بعض الشخصيات الشهيرة وتاريخها، فمن هؤلاء من الكويت د.طارق السويدان (مواليد 1953) الكاتب والمفكر والخطيب والمدرب المبدع، وهو مدير شركة الإبداع الخليجي وقدم عديداً من برامج الإدارة والقيادة،هل تعرف ما هو تخصصه الأصلي؟! إنه يحمل شهادة الدكتوراة في هندسة البترول من إحدى الجامعات الأمريكية.
وهناك من مصر الداعية والكاتب والمحاضر الشهير الأستاذ عمرو خالد (مواليد 1967)، ومن أشهر برامجه (على خطى الحبيب)، وقد تصدر لسنوات قائمة أكثر الشخصيات تأثيراً في الشباب في عالمنا العربي، هل تعرف ما هو تخصصه؟! إنه يحمل شهادة بكالوريوس من كلية التجارة من إحدى الجامعات المصرية، وقد حصل أخيراً على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية (في عام 2010) من إحدى الجامعات البريطانية.
وأخيراً وليس آخراً فالقائمة طويلة، هناك من المملكة العربية السعودية االداعية والإعلامي المبدع الأستاذ أحمد الشقيري (مواليد 1973) الذي تميز في سلسلة برنامج (خواطر) في رمضان،كما يقدم برنامجه الرائع (لوكان بيننا) ،هل تعرف ما هو تخصصه الأصلي؟! إنه يحمل شهادة بكالوريوس في إدارة النظم ثم ماجستير إدارة أعمال من إحدى الجامعات الأمريكية.
ترى ماذا كان حصل لو لم يهتم هؤلاء المبدعين بموهبتهم الكامنة بداخلهم؟! ماذا كان حصل لو إشتغل كل منهم بشهادته الأصلية ؟! هل كنت ستسمع بدكتور الجامعة طارق السويدانأو المحاسب عمرو خالد أو التاجر أحمد الشقيري ؟! ربما لو إلتزموا بشهاداتهم لم يكن أحداً ليسمع عنهم أبداً.
في محاولة لإكتشاف المواهب وتحليل المهارات رصدت بعض الأفكار التي يمكن أن تساعدنا عل ذلك،إليك بعضاً من هذه الأفكار العملية ( Action steps ) :
1- إجلس مع نفسك مسترخياً ثم إرجع إلى الوراء لسنوات عدة،تذكر أيام المدرسة وحاول أن تتذكر ماذا كنت تمارس أيامها،كما حاول أن تتذكر في أي مادة كنت متميزاً.هل كنت في الإذاعة المدرسية؟ هل كنت بارعاً في إلقاء الشعر؟ أم كنت في فريق المدرسة لكرة القدم؟!
2- إرجع إلى أيام الجامعة، ماذا كنت تفعل بشكل دوري؟ هل كنت محرراً في مجلة الجامعة؟ هل شاركت في مسابقات الخطابة والتحدي؟ أم كنت عضواً في إتحاد الطلبة؟! فلابد أنك طورت مهارة الكتابة والخطابة وإقناع الآخرين من أيام الجامعة.
3- إذا لم يساعدك الماضي في تذكر موهبتك،فلم يفت الوقت بعد،يمكنك إكتشاف موهبتك بطريقة أخرى،إسأل نفسك : ماذا تفعل في أوقات فراغك؟ خارج نطاق عملك الرسمي،ماذا تفعل ؟وماذا تمارس؟ مثلاً :قراءة كتب،كتابة خواطر،رسم ،كرة قدم،تصليح أجهزة.
4- الآن إغتنم هذه الفرصة ،وسجل فوراً هذه اللحظات من حياتك، وإكتشف موهبتك. تركت لك 3 سطور لتملئها بمحض إرادتك.
أ- الهواية التي كنت أمارسها أيام المدرسة هي ________________________________________________
ب- الهواية التي كنت أمارسها أيام الجامعة هي _________________________________________________
ج- في أوقات فراغي أمارس هذه الهوايات _________________________________________________________
كما أن الفرصة كبيرة لك لتستثمر هوايتك وموهبتك مالياً، مثلاً إذا كانت لديك موهبة الكتابة والتعبير،أصقل مهارتك عن طريق كتابة كل يوم عدد معين من الصفحات، فعندما سئل الكاتب الشهير جورج برناردشو عن سبب شهرته رغم أنه لم يكمل تعليمه المدرسي قال : (لقد الزمت نفسي بكتابة خمس صفحات يومياً حتى وصلت إلى ما أنا عليه الآن). كما أن لديه مقولة مشهورة أخرى هي : ( كثيراً ما يلوم الناس ظروفهم لما هم فيه. أنا لا أؤمن بالظروف. الناجح في الحياة هو من يسعى للبحث عن الظروف التي يريدها، وإن لم يجدها يصنعها بنفسه. )
إبدأ بصقل موهبتك منذ اليوم ،مثلاً بإرسال مقالاتك لزملائك في العمل عبر بريدهم الإلكتروني،أو الكتابة في مجلة الشركة، أو إرسال مقالاتك للصحف اليومية المحلية،إبدأ الآن ولا تتوقف أبداً،فإن في الحركة بركة، وغداً أراك على القمة.
اريد اكون ممثل وأريد الدعم من المخرجين والقنوات
عن طريق التجربة يمكن ان تكتشف رغم انه سوف يأخذ وقت منك ولكن الامور سوف تجعلك في النهاية تكتشف انها تستحق المشقة لكي تكتشف موهبتك