Inscrivez-vous ou connectez-vous pour rejoindre votre communauté professionnelle.
التعليم في العصر الحاضر في البلاد العربية يعتمد في أغلبه على أسلوب التلقين والحفظ ، وهو أسلوب قديم لا يناسب العصر الذي نعيشه من حيث أن هذا العصر تقدمت فيه كل الوسائل التي من شأنها النهوض بالعلم والتعليم ، ولذلك فإن النتيجة المنطقية أنه لا يراعي ذات المتعلم ، ولا قدراته ، ولا يشبع رغباته أو احتياجاته على المستوى الشخصي أو على مستوى المجتمع .
ن العالم العربي اليوم يعيش في واحدة من أسوأ مراحلة الحضارية في ميدان التعليم على جميع الأصعدة. وعلى الرغم من تنبه بعض الدول العربية إلى الأمر ومحاولة تطوير التعليم في بلدانها إلا أنها محاولات ضعيفة غارقة في المظاهر العمرانية والفنية والشكلانية على حساب الجوهر. وأغلب المحاولات تأتي في سياق ملاحقة الحضارة الغربية ومعاييرها التنافسية التي لا تنسجم لا مع هويتنا ولا مع حاجاتنا.
إضافة إلى ذلك جاءت الثورات العربية وما تبعها من حروب داخلية وانقلابات وحالة توحش قضت على آمال العرب في الإصلاح والانتقال إلى نظام نابع من رحم المجتمع؛ لتكون مؤذنة بأن الإصلاح في المرحلة الحالية يجب أن يحمله المجتمع نفسه وأن التعويل على الإصلاح السياسي الذي يغير الواقع التعليمي لم يحن وقته بعد.
وهنا لا بد من التأكيد على دور المجتمع وقواه المدنية الحيَّة التي يجب أن تبادر إلى دراسة الواقع وإيجاد الحلول التي تستند إلى المجتمع نفسه وليس إلى الحكومات ولا المنظمات الدولية؛ لتنطلق حقيقة من رحم المجتمع وهويته الإسلامية العربية وتركز جهودها على إعادة صياغة المجتمع وفق إرادته الحرة التي تركز على احتياجاته وتثبيت هويته والانطلاق نحو عمارة المجتمع والكون بناءً على رؤيتنا الخاصة.