اين يكمن دور المحاسبة في تنمية اقتصاد البلاد؟

إن الترابط ما بين دور المحاسبة والعمل الاقتصادي وثيق جداُ، ويمكن القول بأن عدم قيام المهنة بالدور المطلوب منها وبالشكل المرسوم لها يؤدي إلى نتائج اقتصادية وخيمة ويؤدي إلى تفاقم معضلات وإشكالات مالية مؤداها ضعف المسيرة الاقتصادية إن لم يكن تغيرها بالتالي خلق حالة من التخلف الاقتصادي. فإلى متى يبقى رجل الأعمال العربي، خاصة قطاع الصناعة، يستورد الآلة ونظام محاسبة التكاليف معها، وإلى متى يبقى دور المحاسبة الإدارية ودور المحاسب مصادراً. إن الأمة التي اخترعت علم الحساب قادرة على بناء مهنة المحاسبة وإعداد المحاسب العربي المؤهل. لتأخذ هذه المهنة دورها ويأخذ المحاسب العربي المؤهل موقعة من التنمية الاقتصادية التي تحتاجها كافة أقطار أمتنا العربية من محيطها إلى خليجها، ولتعيد إلى مهنة المحاسبة عروبتها وإلى محاسبنا المؤهل استقلاليته وليس أدل على أهمية المحاسبة والمحاسب في حياتنا الدنيا والآخرة من قوله تعالي (ونضع الموازين بالقسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وان كان مثل حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) صدق الله العظيم.إننا سائرون بلا شك على الطريق. ولكن علينا أن نسارع الخطى بالمزيد من التحديث في التشريعات وتأسيس الجمعيات المهنية ولتكون محور التنظيم الذاتي والتطور المتجدد والتأهيل الراقي للمحاسبين ولجميع جوانب هذه المهنة.

اننا كمحاسبون معنيون بشكل مباشر في التنمية الإقتصادية في بلدنا، وذلك عبر دراستنا للأرقام التي تعني نشاطنا وما يدور في فلكها، فهذه الأرقام تحدد لنا وضعية السوق الإقتصادي من حيث النمو أو التدهور وذلك بسبب عوامل نلاحقها إما لتنميتها إما لتحسينها عبر طرح دراستنا وبالتالي نرقبها من سنة إلى سنة لنقرر للمعنيين إذا حافظنا على تقدمنا أو قمنا بالتحسن المطلوب أو إذا لا سمح الله تراجعنا